للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: أخبرنا أسْباط بن محمّد عن أشعث عن الحسن قال فيما نظنّ أنّ أوّلَ خُطبةٍ خطبها عمر حمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: أمّا بعد فقد ابتُليتُ بكم وابتُليتم بي وخلفتُ فيكم بعد صاحبيّ، فمنْ كان بحضرتنا باشرناه بأنفسنا ومهما غابَ عَنّا وَلّيْنا أهلَ القوّة والأمانة، فمَنْ يُحْسِنْ نَزِدْهُ حُسنًا ومن يُسئ نُعاقبه ويغفر الله لنا ولكم.

قال: أخبرنا أبو معاوية الضّرير عن الأعمش عن جامع بن شدّاد عن أبيه قال: كان أوّل كلام تكلّم به عمر حين صعد المنبر أن قال: اللّهُمّ إنّى شديد فلَيّنّي وإنى ضعيف فقوّنى وإنى بخيل فسَخّنى (١).

قال: أخبرنا وهب بن جرير قال: أخبرنا شعبة عن جامع بن شدّاد عن ذى قرابة له قال: سمعتُ عمر بن الخطّاب يقول: ثلاث كلمات إذا قلتها فهيمنوا عليها: اللّهمّ إنى ضعيف فقوّنى، اللّهمّ إنى غليظ فلَيّنّى، اللّهمّ إنى بخيل فسخّنى.

قال: أخبرنا عفّان بن مسلم ووهب بن جرير قالا: أخبرنا جرير بن حازم قال: سمعتُ حُميد بن هلال قال: أخبرنا مَن شَهِدَ وفاةَ أبى بكر الصّدّيق فلمّا فرغ عمر من دفنه نفض يده عن تراب قبره ثمّ قام خطيبًا مكانه فقال: إنّ الله ابتلاكم بي وابتلانى بكم وأبقانى فيكم بعد صاحبيّ، فوالله لا يَحْضُرُنى شئٌ من أمركم فيَليَه أحدٌ دونى ولا يتغيّبُ عنّى فآلو فيه عن الجَزْءِ والأمانة، ولئِنْ أحْسنوا لأحْسِنَنّ إليهم ولئن أساءُوا لأنَكّلَنَّ بهم. قال الرجل: فوالله ما زاد على ذلك حتَّى فارق الدّنيا.

قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا يحيَى بن سعيد عن القاسم بن محمّد قال: قال عمر بن الخطّاب: لِيَعْلَمْ من وَلىَ هذا الأمر من بعدى أن سَيُريدُه عنه القريبُ والبعيدُ، إنى لأقاتلُ النّاسَ عن نفسى قتالًا ولو علمتُ [إن علمت] أنّ أحدًا من النّاس أقوى عليه منّي لكنتُ [أَنْ] أُقدَّمَ فَتُضْرَبَ (٢) عُنُقى أحبُّ إليَّ مِنْ أن ألِيَه (٣).


(١) أورده ابن الجوزى في مناقب عمر ص ٦٥ نقلا عن ابن سعد.
(٢) في متن ل "لكنت أقدَّمُ فتُضرَبُ عنقى" وبهامشها قراءة الشيخ محمد عبده "لكنتُ أنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عنقى" وقراءة ساخاو تتفق ورواية (ث) وآثرت قراءة الشيخ اعتمادا على رواية ابن عساكر في تاريخ دمشق وهو ينقل عن ابن سعد.
(٣) ابن عساكر: تاريخ دمشق ص ٢٢٧، وما بين حاصرتين منه وهو ينقل عن ابن سعد.