كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي

٧٨ - عمر بن الخطاب - ذكر استخلاف عمر، رحمه الله - ج: 3 - ص: 267

عن سالم بن عبد الله أنّ عمر بن الخطّاب كان يُدْخِلُ يده في دَبَرَة (١) البَعير ويقول: إنى لخائفٌ أن أُسْأل عَمّا بك (٢).

قال: أخبرنا خالد بن مَخلَد البَجَلى قال: أخبرنا عبد الله بن عمر عن الزّهريّ قال: قال عمر بن الخطّاب في العام الذي طُعِنَ فيه: أيّها النّاس إنى أُكلّمكم بالكلام فمن حفظه فليحدّث به حيث انتهت به راحلتُه، ومن لم يحفظه فأُحَرّجُ بالله على امرئٍ أنْ يقولَ عليّ ما لم أقلْ.

قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: أخبرنا سفيان عن مَعْمَر عن الزّهريّ قال: أراد عمر بن الخطّاب أن يكتب السُّنَنَ فاسْتَخَارَ الله شهْرًا ثمّ أصبحَ وقد عُزِمَ له فقال: ذكرتُ قومًا كتبوا كتابًا فأقْبلوا عليه وتركوا كتابَ الله (٣).

قال: أخبرنا محمّد بن مصعب القرقسانيّ قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله ابن أبي مريم عن راشد بن سعد أن عمر بن الخطّاب أُتِىَ بمالٍ فجعل يَقْسِمُه بين النّاس فازدحموا عليه. فأقبل سعد بن أبي وقّاص يُزاحمُ النّاس حتَّى خلص إليه فعلاه عمر بالدِّرّة وقال: إنّك أقبلتَ لا تهابُ سلطان الله في الأرض فأحببتُ أنْ أعلّمَكَ أنّ سلطان الله لن يهابك.

قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقيّ قال: أخبرنا عُبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن عكرمة أنّ حَجّامًا كان يقصّ عمر بن الخطّاب وكان رجلًا مهيبًا، فَتَنَحْنَحَ عمر فأحدث الحجّام، فأمر له عمر بأربعين درهمًا، والحجّام هو سعيد بن الهَيْلَم (٤).

قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال: حدّثنا أبي عن يحيَى بن سعيد عن سعيد بن المسيّب عن عمر بن الخطّاب أنّه قال في ولايته: من وَلىَ هذا الأمر بعدى فليعلم أن سيُريدُه عنه القريبُ والبعيد، وايْمُ الله ما كنتُ إلّا أُقاتل النّاسَ عن نفسى قتالًا.

---

(١) لدى ابن الأثير في النهاية (دبر) في حديث ابن عباس "كانوا يقولون في الجاهلية: إذَا بَرَأ الدَّبَرُ وعفا الأثر" الدَّبَر: الجُرْح الذي يكون في ظهر البعير.
(٢) أورده ابن الجوزى في مناقب عمر ص ١١٠.
(٣) أورده ابن الجوزى في مناقب عمر ص ١٤٤.
(٤) هذا الضبط من ث ضبط قلم. والخبر لدى ابن الجوزى في مناقب عمر ص ١٥٢.