للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بعضنا يلقاه إلى آباءٍ كثيرة وما بيننا وبين أن نلقاه إلى نسبه ثمّ لا نفارقه إلي آدم إلا آباء يسرةً مع ذلك، والله لئن جاءتْ الأعاجم بالأعمال وجئنا بغير عمل فهم أولى بمحمّدٍ منّا يومَ القيامة، فلا ينظُرُ رجلٌ إلى القرابة ويعمل لما عند الله، فإنّ من قَصّرَ به عَمَلُه لا يُسْرِعُ به نَسَبُه.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني أُسامة بن زيد بن أسلم عن يحيَى بن عبد الله بن مالك عن أبيه عن جدّه. قال محمّد بن عمر وأخبرنا سليمان بن داود بن الحُصين عن أبيه عن عكرمة عن ابن عبّاس. قال محمّد بن عمر وأخبرنا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمّد الأخنسيّ. قال محمّد بن عمر وأخبرنا موسى بن محمّد بن إبراهيم عن أبيه قال: وحدّثنى محمّد بن عبد الله عن الزّهريّ عن سعيد بن المسيّب، دخل حديث بعضهم في حديث بعض، قالوا: لمّا أجْمَعَ عمر بن الخطّاب على تدوين الديوان وذلك في المحرّم سنة عشرين بدأ ببنى هاشم في الدعوة، ثمّ الأقرب فالأقرب برسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فكان القوم إذا اسْتَوَوْا في القرابة برسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَدّمَ أهْل السابقة حتَّى انتهى إلى الأنصار فقالوا: بمن نبدأ؟ فقال عمر: ابْدَءُوا برهط سعد بن مُعاذ الأشهليّ ثمّ الأقرب فالأقرب بسعد بن مُعاذ.

وفَرَضَ عمرُ لأهل الديوان ففَضّلَ أهل السوابق والمشاهد في الفرائض، وكان أبو بكر الصّدّيق قد سَوّى بين النّاس في القَسْم فقيل لعمر في ذلك فقال: لا أجْعَلُ من قاتلَ رسولَ الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كمن قاتل معه. فبدأ بمن شهد بدرًا من المهاجرين والأنصار ففرض لكلّ رجل منهم خمسة آلاف درهم في كلّ سنة، حليفهم ومولاهم معهم بالسواء، وفرض لمن كان له إسلامٌ كإسلام أهل بدر من مهاجرة الحَبَشَةِ ومَنْ شهد أُحُدًا أربعة آلاف درهم لكلّ رجل منهم، وفرض لأبناءِ البدريّين ألفين ألفين إلّا حَسَنًا وحُسَيْنًا فإنّه ألحقهما بفريضة أبيهما لقرابتهما برسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ففرض لكلّ واحدٍ منهما خمسة آلاف درهم، وفرض للعبّاس بن عبد المطّلب خمسة آلاف درهم لقرابته برسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

قال: وقد روى بعضهم أنّه فرض له سبعة آلاف درهم، وقال سائرهم: لم يُفَضّلْ أحدًا على أهل بدر إلّا أزْواج النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فإنّه فرض لكلّ امرأةٍ منهن اثنى عشر ألف درهم، جُويرية بنت الحارث وصَفِيّة بنتُ حُييّ فيهنّ، هذا المجتمع عليه.