للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحسن قال: كتب عمرُ إلى حُذيفة أن أعْطِ النّاس أعْطِيَتَهم وأرزاقهم. فكتب إليه: إنّا قد فعلنا وبقى شئ كثير، فكتب إليه عمر إنّه فيْؤهم الذي أفاءَ الله عليهم، ليس هو لعمر ولا لآل عمر، اقْسِمْه بينهم.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الزّهريّ وعبد الملك بن سليمان عن إسماعيل بن محمّد بن سعد عن السائب بن يزيد قال: سمعتُ عمر بن الخطاب يقول: والذى لا إله إلا هو، ثلاثًا، ما من النّاس أحدٌ إلّا له في هذا المال حَقٌّ أُعْطِيَه أو مُنِعَهُ، وما أحَدٌ بأحَقّ به من أحَد إلا عبدٌ مملوك، وما أنا فيه إلّا كأحَدِهم ولكنّا على منازلنا من كتابِ الله وقِسْمنا من رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فالرجل وبلاؤه في الإسلام، والرجُل وقِدَمه في الإسلام، والرّجل وغَناؤه في الإسلام، والرجل وحاجته، والله لئن بقيتُ لَيَأْتِيَنّ الراعىَ بجبل صنعاءَ حَظُّه من هذا المال وهو مكانه. قال إسماعيل بن محمّد: فذكرتُ ذلك لأبى فعرف الحديث (١).

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني أُسامة بن زيد اللّيثيّ عن محمّد بن المنكدر عن مالك بن أوس بن الحدَثان قال: سمعتُ عمر بن الخطّاب يقول: ما على الأرض مسلمٌ لا يملكون رَقَبَتَهُ إلّا له في هذا الفئ حقّ أُعطِيَه أو مُنِعَه، ولَئن عِشْتُ لَيَأتِيَنّ الراعىَ باليمن حَقّه قبل أن يحْمَرّ وَجْهُه، يعني في طلبه.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبى هُريرة أنّه قدم على عمر من البحرين، قال أبو هُريرة: فلقيتُه في صلاة العشاء الآخرة فسلّمتُ عليه فسألنى عن النّاس، ثمّ قال لي: ماذا جئتَ به؟ قلتُ: جئتُ بخمسمائة ألف درهم، قال: هل تدرى ما تقول؟ قلت: جئتُ بخمسمائة ألف درهم، قال: ماذا تقول؟ قال قلت: مائة ألف، مائة ألف، مائة ألف، مائة ألف، مائة ألف، حتَّى عددت خمسًا. قال: إنّك ناعس فارجع إلى أهلك فنَمْ فإذا أصبحتَ فأتنى، فقال أبو هُريرة: فغدوتُ إليه، فقال: ماذا جئت به؟ قلت: جئت بخمسمائة ألف درهم، قال عمر: أطَيّبٌ؟ قلت: نعم لا أَعلم إلا ذلك


(١) ابن عساكر ص ٢٨٧ من ترجمة عمر.