للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خالد بن الوليد ما كان بالناس دَوْك (١)، وذلك في حَصر أبي عبيدة بن الجرّاح (٢)، قال وكنت أسمع بعض النّاس يقول: فقال معاذ فإلى أبي عُبيدة تضطّر المعجزةُ لا أبا لك، والله إنّهُ لمِنْ خَير مَنْ على الأرض (٣).

قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال: أخبرنا سليمان بن بلال عن أبي عبد العزيز الرّبذي عن أيّوب بن خالد بن صَفْوَان بن أوس الأنصاريّ من بني غَنْم بن مالك بن النجّار عن عبد الله بن رافع مولى أمّ سلمة أنّ أبا عبيدة بن الجرّاح لمّا أصيب اسْتَخْلَفَ مُعاذ بن جبل وذلك عامَ عَمَوَاسَ.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي قال: أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن الحارث عن خالد بن مَعْدان عن عِرْباض بن السارية قال: دخلتُ على أبي عُبيدة بن الجرّاح في مرضه الذي مات فيه وهو يموت فقال: غَفَرَ الله لعمر بن الخطّاب رجوعَه من سَرْغ، ثمّ قال: سمعتُ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، يقول: المطعون شهيد والمبطون شهيد والغريق شهيد والحَرِق شهيد والهَدَم شَهيد والمرأةُ تَموتُ بجُمْعٍ شهيدة وذات الجنب شهيدة.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني ثور بن يزيد عن خالد بن مَعْدان عن مالك بن يُخامر أنّه وصف أبا عبيدة بن الجرّاح فقال: كان رجلًا نحيفًا، معروقَ الوجه، خفيف اللحية، طوالًا، أجنأ (٤)، أثْرَمَ الثّنِيّتَيْن (٥).

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبرة عن رجال من قوم أبي عبيدة أنّ أبا عبيدة بن الجرّاح شهد بدرًا وهو ابن إحدى وأربعين سنة ومات في طاعون عَمَواس سنة ثماني عشرة في خلافة عمر بن الخطّاب.


(١) ما كان بالناس دوك: تحرفت في الأصول إلى "ما كان بالناس ذوكون" وصوابه لدى الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ١ ص ١٦ وهو ينقل عن ابن سعد. والدوك: الاختلاط. يقال: وقع الناس في دوكة، أي: وقعوا في اختلاط من أمرهم وخصومة وشر.
(٢) وورد لدى ابن حجر في الإصابة ج ٧ ص ٥٨٩ "أن معاذ بن جبل … استعجز أبا عبيدة أيام حصار دمشق، ورجّح خالد بن الوليد. . .". ظانا أن ذلك خاص بحصار دمشق، وليس ذلك صحيحًا، فلم يكن خالد حاضرًا حصار دمشق.
(٣) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ١ ص ١٦ نقلًا عن ابن سعد.
(٤) الجَنَأ: ميل في الظَّهر. وقيل في العنق.
(٥) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٧ نقلًا عن ابن سعد.