للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الله ابن أخى الزهرىّ عن الزهرىّ عن عُروة قال: وحدّثنا عُبيد الله بن محمد بن صفوان عن أبيه، وحدّثنا إسحاق بن عبيد الله عن سعيد بن محمد بن جُبير بن مُطعم، قالوا جميعًا: هى قُتيلة بنت نوفل أخت ورقة بن نوفل، وكانت تنظُر وتَعْتَاف، فمرّ بها عبد الله بن عبد المطّلب فدعتْه يستَبْضِع منها ولزمت طَرَف ثوبه. فأبى وقال: حتى آتِيَكِ. وخرج سريعًا حتى دخل على آمنة بنت وهب فوقع عليها. فحملت برسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثمّ رجع عبد الله بن عبد المطّلب إلى المرأة فوجدها تنظره، فقال: هل لك فى الذى عرضت علىّ؟ فقالت: لا. مررتَ وفى وجهك نور ساطع ثمّ رجعت وليس فيه ذلك النور. وقال بعضهم: قالت مررت وبين عينيك غُرّة مثل غُرّة الفرس ورجعت وليس هى فى وجهك (١).

قال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبىّ عن أبيه عن أبى صالح عن ابن عبّاس أنّ المرأة التى عرضت على عبد الله بن عبد المطّلب ما عرضت امرأة من بنى أسد بن عبد العزّى وهى أخت ورقة بن نوفل.

قال: وأخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبىّ عن أبى الفيّاض الخثعمى قال: مرّ عبد الله بن عبد المطّلب بامرأة من خَثْعَم يقال لها فاطِمة بنت مُرّ، وكانت من أجمل الناس وأشَبّه وأعَفّه. وكانت قد قرأت الكتب، وكان شباب قريش يتحدّثون إليها، فرأت نور النبوّة فى وجه عبد الله، فقالت: يا فتى مَن أنت؟ فأخبرها. قالت: هل لك أن تقع علىّ وأعطيك مائة من الإبل؟ فنظر إليها وقال:

أما الحَرَامُ فالممَاتُ دونَهْ … والحِلّ لَا حِلّ فَأَسْتَبِينَهْ

فكيفَ بالأمر الذى تنْوينَهْ (٢)؟

ثمّ مضى إلى امرأته آمنة بنت وهب، فكان معها، ثمّ ذكر الخثعمية وجمالها وما عرضت عليه. فأقبل إليها فلم يرَ منها من الإقبال عليه آخِرًا كما رآه منْها أولًا،


(١) نقله النويرى ج ١٦ ص ٥٩.
(٢) أورده النويرى بسنده ونصه ج ١٦ ص ٥٩. والرجز هنا ورد لدى الطبرى ج ٢ ص ٢٤٤، وابن الأثير: الكامل ج ٢ ص ٨، ولديهما "فكيف بالأمر الذى تبغينه" ومثله لدى الصالحى فى سبل الهدى ج ١ ص ٣٩٢.