للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ويُجعل في الثمانية النفر الذين آمنوا برسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، بمكّة من الأنصار، فأسلموا قبل قومهم. ويجعل أبو الهيثم أيضًا في الستّة النفر الذين يروى أنّهم أوّل من لقي رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، من الأنصار بمكّة فأسلموا قبل قومهم وقدموا المدينة بذلك وأفشوا بها الإسلام (١).

قال محمّد بن عمر: وأمر الستّة أثبت الأقاويل عندنا إنّهم أوّل من لقي رسول الله، - عليه السلام -، من الأنصار فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا. وقد شهد أبو الهيثم العقبة مع السبعين من الأنصار وهو أحد النقباء الاثنى عشر، أجمعوا على ذلك كلّهم. وآخى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، بين أبي الهيثم بن التّيّهان وعثمان بن مظعون. وشهد أبو الهيثم بدرًا وأُحُدًا والخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -. وبعثه رسول الله إلى خيبر خارصًا فخرص عليهم التمرة، وذلك بعدما قُتل عبد الله بن رواحة بمُؤتة (٢).

أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا ابن جُريْج عن عبد الكريم بن أبي المخارق عن محمّد بن يحيَى بن حَبّان (٣) قال: كان أبو الهيثم بن التّيّهان يخرص على عهد رسول الله، فلمّا توفّي رسول الله، - عليه السلام -، بعثه أبو بكر، - رحمه الله -، فأبَى فقال: قد خرصت لرسول الله، فقال: إني كنت إذا خرصت لرسول الله فرجعت دعا الله لي، قال فتركه (٤).

حدّثنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا سعد بن راشد عن صالح بن كيسان قال: توفّي أبو الهيثم بن التّيّهان في خلافة عمر بن الخطّاب (٥).

أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة قال: سمعتُ شيوخ أهل الدّار، يعني بني عبد الأشهل، يقولون: مات أبو الهيثم سنة عشرين بالمدينة. قال محمّد بن عمر: وهذا أثبت عندنا ممّن روى أنّ أبا الهيثم


(١) سير أعلام النبلاء ج ١ ص ١٩٠.
(٢) الواقدي ص ٦٩١ وسير أعلام النبلاء. والخَرْص: حَزْر ما على النخل من الرطب ثمرًا، وهو تقديرٌ بظن لا إحاطة.
(٣) الشكل عن ث، والمشتبه ص ١٣١.
(٤) سير أعلام النبلاء ج ١ ص ١٩٠.
(٥) سير أعلام النبلاء ج ١ ص ١٩٠.