للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خَلّوا بَني الكُفّار عن سَبِيلهْ … نَحْنُ ضَرَبْناكُم على تأوِيلهْ

ضَرْبًا يُزِيلُ الهامَ عَنْ مَقِيلِهْ

أخبرنا عبد الوهّاب بن عطاء قال: أخبرنا محمّد بن عمرو بن علقمة اللّيثي قال: أخبرنا أشياخنا أنّ النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، طاف على ناقته العَضْباء ومعه مِحْجَن يَسْتَلِم به الرّكنَ إذ مرّ عليه عبد الله بن رَوَاحة يرتجز وهو يقول:

خَلّوا (١) بَني الكُفّار عن سَبيلهْ … خَلّوا فَإِنَّ الخيرَ مَعْ رَسولهْ

قَدْ أَنْزَلَ الرَّحْمن، في تَنْزيلهْ … ضربًا يُزِيلُ الهامَ عن مَقِيلِهْ

ويُذْهلُ الخَلِيلَ عن خَلِيلِهْ

أخبرنا وكيع بن الجرَّاح وعبد الله بن نُمير ويَعْلَى ومحمد ابنا عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، لعبد الله بن رَوَاحة: انْزِلْ فحَرّكْ بنا الركابَ، قال: يا رسول الله إني قد تركتُ قولي ذلك، قال فقال له عمر: اسْمَعْ وأطِعْ، وقال فنزل وهو يقول:

يا رَبّ لوْلا أنت ما اهْتَدَيَنا … وَلا تَصَدّقنا وَلا صَلّينا

فأنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنا … وثَبّتِ الأقْدامَ إنْ لاقَيْنَا

إنّ الكُفّارَ قَدْ بَغَوْا عليْنا

قال وكيع: وزاد فيه غيره:

وإنْ أرادوا فِتْنَةً أبَيْنا (٢)

قال: فقال النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -: اللهمّ ارحَمْه. فقال عمر: وجبت. قال عبد الله بن نُمير ومحمّد بن عُبيد في حديثهما: اللهمّ لَوْلا أنْت ما اهْتَدَيْنا. قال محمد بن


(١) وردت الأبيات لدى الواقدي ص ٧٣٦ هكذا:
خلوا بني الكُفار عن سبيله … إني شهدتُ أنه رسوله
حقًّا وكل الخيرِ في سَبيله … نحن قَتلناكم على تأويله
كما ضَربناكم على تنزيله … ضربًا يزيل الهام عن مقيله
ويذهل الخليل عن خليله
(٢) سير أعلاء النبلاء ج ١ ص ٢٣٦، ومختصر تاريخ دمشق ج ١٢ ص ١٥٦.