للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سعد قالت: جاءنا رسول عثمان، - رحمه الله -، ونحن بقصرنا على عشرة أميال من المدينة أنّ العبّاس قد تُوفّي، فنزل أبي ونزل سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل ونزل أبو هُريرة من السّمرة، قالت عائشة: فجاءنا أبي بعد ذلك بيوم فقال: ما قدرنا على أن نَدْنُوَ من سريره من كثرة الناس، غُلبْنا عليه، ولقد كنْتُ أحِبّ حَمْلَه (١).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني يعقوب بن محمّد عن محمّد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صَعْصَعَة عن الحارث بن عبد الله بن كعب عن أمّ عُمارة قالت: حضرنا نساء الأنصار طُرًّا جنازةَ العبّاس وكنّا أوّلَ مَنْ بكَى عليه ومعنا المهاجرات الأُوَلُ المبايعاتُ.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنا ابن أبي سَبرة عن عباس بن عبد الله بن سعيد قال: لما مات العبّاس أرسل إليهم عثمان إن رأيتم أن أحضرَ غَسْلَه فعلتم، فأذنوا له، فحضر فكان جالسًا ناحيةَ البيت، وغسله عليّ بن أبي طالب، - عليه السلام -، وعبد الله وعبيد الله وَقُثَمُ بنو العبّاس، وحدّتْ نساءُ بني هاشم سنةً.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عبد العزيز بن محمّد عن عبّاس بن عبد الله بن معبد عن عكرمة عن ابن عبّاس قال: أوصى العبّاس أن يُكْفَنَ في بُرْدِ حِبَرَةٍ وقال إنَّ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، كُفِنَ فيه.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا ابن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سُهيل عن عيسى بن طلحة قال: رأيتُ عثمان يكبّر على العبّاس بالبقيع وما يقدر من لَغَطِ (٢) الناس، ولقد بلغ الناسُ الحِشّانَ (٣) وما تخلّفَ أحد من الرجال والنساء والصبيان.

* * *


(١) سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ١٠١ من طريق الواقدي.
(٢) لَغَط: تحرف في طبعة ليدن والطبعات اللاحقة إلى "لَفْظ" وصوابه من ث، وتاريخ ابن عساكر ص ٢٠٢.
(٣) حِشّان: أطم من آطام اليهود بالمدينة على يمين الطريق إلى قبور الشهداء شهداء أحد (المغانم المطابة).