للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهو الذي يقول له رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، يومَ الفَتْح: ألا إنّ كلّ دَمٍ كان في الجاهليّة فهو تحت قدمي، وأوّل دَمٍ أضَعُه دَمُ ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب (١).

قال هشام بن محمّد بن السائب: كان أبي والهاشميّون لا يسمّونه ويقولون (٢) كان غلامًا صغيرًا فلم يُعْقِبْ ولم يُحْفَظ اسمه، ونرى أنّ مَن قال آدم بن ربيعة رأى في الكتاب دم ابن ربيعة فزاد فيها ألفًا فقال آدم بن ربيعة. وقد قال بعض مَن يُرْوَى عنه الحديث: كان اسمه تمّام بن ربيعة، وقال آخر: إياس بن ربيعة، والله أعلم.

قالوا: وكان ربيعة بن الحارث أسنّ من عمّه العبّاس بن عبد المطّلب بسنتَين، ولمّا خرج المشركون من مكّة إلى بدر كان ربيعة بن الحارث غائبًا بالشأم فلم يشهد بدرًا مع المشركين ثمّ قدم بعد ذلك، فلمّا خرج العبّاس بن عبد المطّلب ونوفل بن الحارث إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، مهاجِرين (٣) أيّام الخندق شيّعهما ربيعة بن الحارث في مخرجهما إلى الأبْواء ثمّ أراد الرجوع إلى مكّة فقال له العبّاس ونوفل: أين ترجع؟ إلى دار الشرك يقاتلون رسول الله ويكذّبونه وقد عزّ رسولُ الله وكَثُفَ أصحابُه، ارجع، فرجع ربيعة وسار معهما حتى قدموا جميعًا على رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، المدينة مسلمين مهاجرين. وأطعم رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، ربيعةَ بن الحارث بخيبر مائة وسقٍ كلّ سنة. وشهد ربيعة بن الحارث مع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فَتْحَ مكّة والطّائف وحُنين، وثبت مع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، يومَ حُنين فيمَن ثبت معه من أهل بيته وأصحابه، وابتنى بالمدينة دارًا في بني حُديلة، وقد روي عن النبيّ، - صلى الله عليه وسلم - (٤).

وتوفّي ربيعة بن الحارث في خلافة عمر بن الخطّاب بالمدينة بعد أخَوَيْه نوفل وأبي سفيان بن الحارث.


(١) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢٥٨ نقلًا عن ابن سعد.
(٢) كذا في ث. وفي متن ل "كان أبي والهاشميون لا يسمّونه في كتابه ينتسِبونه ويقولون" وبهامشها: "في كتابه وينتسبونه" لعلها حاشية وليست من النص وقراءة فيستنفلد مثل النص، أما قراءة دى خويه "قال أبي في كتابه والهاشميون لا يسمّونه وينتسبونه".
(٣) مهاجرين: ل "مهاجرًا" والمثبت من ث. والذهبي في سير أعلام النبلاء وهو ينقل عن ابن سعد.
(٤) سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢٥٨.