للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال خالد: فإنّي أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّك رسول الله. فسُرّ رسول الله بإسلامه، وتغيب خالد، وعلم أبوه بإسلامه فأرسل في طلبه مَن بقي من ولده ممّن لم يُسْلِمْ ورافعًا مولاه، فوجدوه فأتوا به إلى أبيه أبي أُحيحة فأنّبَه وبكّتَه وضربه بمِقْرَعَة في يده حتى كسرها على رأسه ثمّ قال: أتَبِعْتَ محمّدًا وأنتَ ترى خلافه قومَه وما جاء به من عَيْب آلهتهم وعَيْب مَن مضى من آبائهم؟ فقال خالد: قد صدق والله واتّبعتُه. فغضب أبو أُحيحة ونال من ابنه وشتمه، ثمّ قال اذهب يا لُكَعُ حيث شئتَ فوالله لأمنعنّك القوتَ (١).

فقال خالد: إن منعتَني فإنّ الله يرزقني ما أعيش به. فأخرجه وقال لبنيه: لا يكلّمه أحد منكم إلّا صنعتُ به ما صنعتُ به. فانصرف خالد إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فكان يلزمه ويكون معه (٢).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال: سمعتُ عبد الله بن عمرو بن سعيد بن العاص يحدّث عمرو بن شُعيب قال: كان إسلام خالد بن سعيد بن العاص ثالثًا أو رابعًا، وكان ذلك ورسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، يدعو سرًّا، وكان يلزم رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، ويصلّي في نواحي مكّة خاليًا فبلغ ذلك أبا أُحيحة فدعاه فكلّمه أن يدع ما هو عليه فقال خالد: لا أدع دين محمّد حتى أموت عليه. فضربه أبو أُحيحة بقَرّاعة في يده حتى كسرها على رأسه ثمّ أمر به إلى الحبس وضيّق عليه وأجاعه وأعطشه حتى لقد مكث في حرّ مكّة ثلاثًا ما يذوق ماءً، فرأى خالد فُرْجةً فخرج فتغيّب عن أبيه في نواحي مكّة حتى حضر خروجُ أصحاب رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، إلى الحبشة في الهجرة الثانية، فلَهُوَ أوّلُ من خرج إليها.

قال: أخبرنا الوليد بن عطاء بن الأغر (٣) المكّيّ وأحمد بن محمّد بن الوليد


(١) المصدر السابق.
(٢) ابن منظور ج ٧ ص ٣٤٦.
(٣) الأغر: تحرف في طبعة ليدن والطبعات اللاحقة إلى "الأعز" وصوابه من ث، وميزان الاعتدال ج ٤ ص ٣٤٢، والعقد الثمين ج ٧ ص ٣٩٨.