وقد اتبع ابن سعد نفس المنهج الذى اتبعه فى الطبقات السابقة من ذكر نسب الصحابى ونسب أبيه ونسب أمه متتبعا سلسلة هذه الأنساب إلى أجيال عديدة. ثم ينتقل كذلك إلى الحديث عن أولاده وأمهاتهم، متحدثًا عن نسب هؤلاء الأمهات أيضًا.
وفى الطبقة الثالثة من الأنصار ممن شهد الخندق وما بعدها من المشاهد خضع طول الترجمة أو قصرها كذلك للمعلومات المتوفرة لدى المؤلف عن صاحب الترجمة.
ولا ينسى ابن سعد أن يتحدث كذلك عن مكانة زيد فى الجوانب الأخرى، حيث أشار فى نماذجه أن ابن عباس أخذ لزيد بن ثابت بالركاب، فقال له زيد: تنحّ يابن عم رسول الله. فقال ابن عباس: هكذا نفعل بعلمائنا وكبرائنا.
ويضيف ابن سعد إلى نماذجه أن زيد بن ثابت لما مات قال أبو هريرة! مات حَبْر هذه الأمة، ولعل الله أن يجعل فى ابن عباس خلفا منه.
وفى الطبقة الرابعة من الصحابة ممن أسلم عند فتح مكة وما بعد ذلك وقد بلغ عدد التراجم منها ٣٤٤ ترجمة. تبدأ بالترجمة رقم ١٠٢٧ وتنتهى بالترجمة رقم ١٣٦٦ من الجزء الخامس من هذا الكتاب.
وقد سار ابن سعد فيها كذلك على الملامح المنهجية العامة التى أشرنا إليها عند الحديث عن بعض المترجم لهم فى المنهج العام وهو هنا كذلك.
إن الإسهامات المختلفة التى تبدو للمترجم له على مسرح الحوادث تلعب دورًا هاما فى حجم الترجمة، ويبدو هذا جليا فى بعض تراجم هذه الطبقة، حيث تجمع عن أصحابها لدى المؤلف معلومات متعددة كترجمة أبي سفيان بن حرب، ويزيد بن أبى سفيان بن حرب، ومعاوية بن أبي سفيان وأمثالهم، وقد أدى ذلك إلى التوسع فى تراجمهم.
وثم تراجم مختصرة فى هذه الطبقة، وقد يُكتفى فى بعضها فى بعض الأحيان بكتابة اسم المترجم دون أدنى معلومات عنه. وذلك ككتابات المؤلف عن جليحة بن عبد الله حيث اكتفى بذكر المشاهد التى شهدها. وكذلك الحارث بن قيس الأسدى، ورباح الأسدى.