ثمّ قال: سُبحانَ الله أمْرٌ عظيمٌ في الإسلام! فخرج عَوْدًا على بَدْءٍ فلبس ثيابه وذهب. قال فقال لصاحب الحمّام فطرد الناس وغسل الحمّام ثمّ أرسل إليه فقال: يا أبا عبد الرحمن ليس في الحمّام أحد. قال فجاء وجئت معه فدخلتُ ودخل على أثرى فدخلتُ البيت الثانى فدخل على أثرى، فدخلتُ البيت الثالث فدخل على أثرى، فلمّا مسّ الماء وجده حارًّا جدًّا فقال: بئس البيت نُزِعَ منه الحياء ونِعْمَ البيت يتذكّر مَن أراد أن يتذكّر.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدّثنا حمّاد بن سَلَمة قال: حدّثنا محمّد ابن إسحاق عن دينار أبي كثير أنّ ابن عمر مرضَ فنُعِتَ له الحمّام فدخله بإزار فإذا هو بغراميل الرجال فنكس وقال: أخْرجونى.
قال: أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرميّ قال: أخبرنا سُكين بن عبد العزيز العَبدىّ قال: حدّثنا أبي قال: دخلتُ على عبد الله بن عمر وإذا جارية تحلق عنه الشعر فقال: إنّ النّورَةَ تُرِقّ الجِلْدَ.
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا مِنْدَل عن أبي سِنان قال: حدّثنى زيد بن عبد الله الشّيبانى قال: رأيتُ ابن عمر إذا مشى إلى الصلاة دبّ دبيبًا لو أن نملة مَشَتْ معه قلتُ لا يسبقها.
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا سفيان وزُهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال: كنتُ عند ابن عمر فخدِرت رِجْلُهُ فقلت: يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك؟ قال: اجتمع عَصَبُها من ها هنا، هذا في حديث زُهير وَحْدَه، قال قلتُ: ادْعُ أحَبّ النّاسِ إليك، قال: يا محمد، فبسطها.
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا عُبيد بن عبد الملك الأسدىّ قال: حدّثنى أبو شعيب الأسديّ قال: رأيتُ ابن عمر بِمنًى قد حلق رأسه والحلّاق يحلق ذِراعَيْه، فلمّا رأى الناسَ ينظرون إليه قال: أما إنّه ليس بسُنة ولكنى رجل لا أدخل الحمّام. فقال رجل: ما يمنعك من الحمّام يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إنى أكرهُ أن تُرى عورتى، قال: فإنّما يكفيك من ذلك إزار، قال: فإنى أكره أن أرى عورة غيري.