للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ما لا تحتاج أنت ولا ولدك إلي ما بعده؟ فقال: أفّ لك، اخرج من عندى، ثمّ لا تدخل علىّ. ويحك إنّ ديني ليس بديناركم ولا درهمكم وإنى أرجو أن أخرج من الدنيا ويدى بيضاء نقيّة (١).

قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدّثنا الفُرات بن سَلْمان عن ميمون قال: وأخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدّثنا أبو المليح عن ميمون قال: سألتُ نافعًا هل كان ابن عمر يجمع على المَأدبَة؟ قال: ما فعل ذلك إلّا مرّة، انكسرت ناقة له فنحرها ثمّ قال لى: أحْشِرْ عليّ أهلَ المدينة، فقلتُ: يا سبحان الله! على أىّ شئ تحشرهم وليس عندك خُبْزٌ؟ فقال: اللهمّ غَفْرًا، تقول هذا لحم وهذا مَرَق فمَن شاءَ أكل ومن شاء ترك.

قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدّثنا أبو المليح عن ميمون بن مِهْران قال: دخلتُ على ابن عمر فقوّمتُ كلّ شئ في بيته من فراشٍ أو لحافٍ أو بساطٍ وكلّ شئ عليه فما وجدتُه يُساوي مائة درهم، قال ودخلتُ إليه مرّةً أخرى فما وجدتُه يَسْوى ثمن طيلسانى هذا. قال أبو المليح. فبيع طيلسان ميمون حين مات في ميراثه بمائة درهم. قال أبو المليح. كانت الطيالسة كُرْدِيّةً يلبس الرجل الطيلسان ثلاثينَ سنةً ثمّ يُقَلّبُه أيضًا (٢).

قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدّثنا أبو المليح عن ميمون عن نافع أنّ ابن عمر كان يجمع أهل بيته على جفنته كلّ ليلة، قال فربّما سمع بنداء مسكين فيقوم إليه بنصيبه من اللحم والخبز فإلى أن يدفعه إليه ويرجع قد فرغوا ممّا في الجفنة، فإن كنتَ أدركت فيها شيئًا فقد أدرك فيها، ثمّ يُصْبِحُ صائمًا.

قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدّثنا أبو المليح عن حبيب بن أبي مرزوق أنّ ابن عمر اشتهى سَمَكًا، قال فطلبَتْ له صفيّة امرأتُه فأصابت له سمكة فصنَعَتْها فأطابت صَنْعَتَها ثمّ قرّبَتْها إليه، قال وسمع نداء مسكين على الباب فقال: ادفعوها إليه، فقالت صفيّة: أنشدك الله لما (٣) رددتَ نفسك منها بشئ،


(١) ابن عساكر في تاريخه ج ٣٧ ص ٩٩ نقلا عن ابن سعد.
(٢) أورده ابن عساكر في تاريخه ج ٣٧ ص ٦٩ نقلا عن ابن سعد.
(٣) لما بمعنى إلا.