للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أني سمعتُه، - صلى الله عليه وسلم -، يقول أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة مَن خرج من الدنيا كهيئة ما تركتُه فيها، وإنّه والله ما منكم من أحد إلّا وقد تشبّث منها بشيء غيري (١).

قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدّثنا أبو كعب صاحب الحرير قال: حدّثنا أبو الأصفر عن الأحنف بن قيس قال: أتيتُ المدينةَ ثمّ أتيتُ الشأم فَجمَّعت فإذا أنا برجل لا ينتهي إلى سارية إلا فَرَّ (٢) أهلها، يصلّي ويُخِفّ صلاته، قال فجلستُ إليه فقلتُ له: يا عبد الله مَن أنت؟ قال: أنا أبو ذرّ، فقال لي: فأنتَ من أنت؟ قال قلتُ: أنا الأحنف بن قيس. قال: قُمْ عني لَا أعُرُّكَ (٣)، فقلتُ له: كيف تَعُرُّنِي بشرّ؟ قال: إنّ هذا، يعني معاوية، نادى مناديه ألّا يجالسَني أحد.

قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا سلّام أبو المُنْذِر عن محمد بن واسع عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذرّ قال: أوصاني خليلي بسبعٍ: أمرني بحبّ المساكين والدّنُوّ منهم، وأمرني أن أنظر إلى مَن هو دوني ولا أنظر إلى مَن هو فوقي، وأمرني أن لا أسأل أحدًا شيئًا، وأمرني أن أصِلَ الرّحِم وإن أَدْبَرَتْ (٤)، وأمرني أن أقول الحقّ وإن كان مُرًّا، وأمرني أن لا أخاف في الله لَوْمَةَ لائمٍ، وأمرني أن أكْثرَ من لا حول ولا قوّة إلّا بالله فإنّهنّ من كنز تحت العرش (٥).

قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا همّام قال: أخبرنا قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن عبد الله بن الصامت أنّه كان مع أبي ذرّ فخرج عطاؤه ومعه جارية له، قال فجعلت تقضي حوائجَه، قال ففضل معها سِلَعٌ، قال فأمرها أن تشتري به فلوسًا، قال قلتُ: لو ادّخرتَه للحاجة تبوء بك أو للضيف ينزل بك،


(١) سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٧٢.
(٢) كذا في ث. وفي ل وطبعتي إحسان وعطا "خرّ".
(٣) كذا في ث. وفي القاموس (ع ر ر) وعرّه ساءه. وبِشَرٍّ لطخه به.
وفي المعاجم كذلك: المعرّةَ: المساءة والمكروه. وفي ل وطبعتي إحسان وعطا "لا أُعِدّك بشرّ، فقلت له: كيف تُعِدّني بشرّ". وقراءة دى خويه "لا أُعْدِك بشر".
(٤) كذا في ث ومثله لدى الإمام أحمد في مسنده ج ٥ ص ١٥٩ ولدى الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٦٤، وفي ل "أُذْبِرَتْ" وقراءة دى خويه "أُذْئِرَتْ".
(٥) سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٦٤.