للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخبرنا محمد بن الفُضيل بن غزوان عن عطاء بن السائب عن أبي البَخْتَرِيّ عن حُذَيْفةَ، قال: إنّ أصحابي تعلّموا الخيرَ وإِني تَعلمتُ الشرَّ، قالوا: وما حملك على ذلك؟ قال: إنه مَن يعلم مكان الشر يَتَّقِه.

أخبرنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدّثنا سُوَيد اليمامي، قال: حدّثنا يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبيه أو عن جده أن حذيفة بن اليمان لما أن احتضر أتاه أُناس من الأنصار فقالوا: يا حذيفةُ لا نراكَ إلا مقبوضًا، فقال لهم: غِب مسرور وحبيب جاء على فاقة، لا أفلح مَن ندِم، اللهُمّ! إني لم أشارِكْ غادِرًا في غدرته فأعوذ بك اليوم من صاحب السوء! كان الناس يسألون رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، عن الخَيْر وكنت أسأله عن الشر، فقلت له: يا رسول الله، إنّا كنا في شرّ فجاءنا الله بالخير، فهل بعد ذلك الخير من شرٍّ؟ قال: نعم، قلت: هل وراء الشر من خير؟ قلت: هل وراء ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، قلت: كيف يكون؟ قال: سيكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنّون بسنتي، وسيقوم رجال قلوبهم قلوب شياطين في جثمان إنسان، فقلت: كيف أصنع إن أدركني ذلك؟ قال: اسمعْ للأمير الأعظم، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك.

أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدّثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا علي بن زيد عن اليشكري، عن حذيفة قال: كان أصحاب رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، يسألونه عن الخير وأنا أسأله عن الشر، عَلِمتُ أنه إن كان خيرًا أصبته، وإن كان شرًّا اتقيته، فقلت: يا رسول الله، هل بعد هذا الخير شرّ كما كان قبله شر؟ قال: يا حذيفةُ اقرأْ كتابَ الله واعمل بما فيه، فأعَدتُ عليه فقال: اقرأْ كتابَ الله واعمل بما فيه، فقلت: يا رسولَ الله، هل بعد ذاك الشرّ خيرٌ؟ قال: هُدنَةٌ على دَخَنٍ وجماعةٌ على أقذاء فيها، قلت: يا رسول الله، فهل بعد ذلك شَرٌّ؟ قال: نعم، فتنةٌ عمياء صماء ودُعاةُ ضلالةٍ على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها.

أخبرنا الفضلُ بنُ دُكين، قال: حدّثنا فُضَيل بن جرير العامري، قال: أخبرني مسلم بن مِخراق، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: من هذا؟ قال: أنا عمار بن ياسر، قال ونظر خلفه قال: من هذا؟ قال: أنا حُذيفةُ، قال: بل أنتَ كيسان (١).


(١) مختصر تاريخ ابن عساكر لابن منظور ج ٦ ص ٢٥٦.