للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمي، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا عاصم الأحْول، قال: حدثنا طلحَةُ بن عُبَيدِ الله بن كَرِيز (١)، قال: حدثتنا أم الدَّرداء قالت: كان أبو الدرداء إذا فرغ من صلاتِه بالليلِ دعا لإخوانهِ، قال: اللهم اغفر لي ولفلان وفلان. قالت أمُّ الدرداء فقلتُ لهُ: لو كان هذا الدُّعاء لك أو قالت لنفسك أليس كان خيرًا؟ قال: إن الملائِكة تُؤمّن على دعاء الرجل إذا دعا لأخيهِ بظهر الغيْبِ، تقول: آمين، ولَكَ بِمِثلٍ، فرغبتُ في تأمين الملائِكَةِ.

أخبرنا عبد الله بن نُمَير الهَمْدَاني، قال: حدثنا عمرو بن مَيْمُون بن مِهْران، عن أبيهِ، قالَ: قالت أم الدرداءِ لأبي الدرداء: إن احتجتُ بعدك آكُلُ الصدقةَ؟ قال: لا، اعملي وكُلي. قالت: فإن ضَعُفت عن العَملِ؟ قال: التقطي السُنبُلَ ولا تأكلي الصدقةَ.

أخبرنا جرير بن عبد الحميدِ الضبيّ، عن منصور، عن أبي وائل، قال: قال أبو الدرداءِ: إني لآمركم بالأمر وما أفعلهُ، ولكني أرجو فيهِ الأجر. وإنَّ أبغضَ الناس إليَّ أن أَظْلِمَهُ من لا يستعين عليّ إلا الله قال جرير بن عبد الحميد: كان أبو الدرداء إذا خَرَج عطاؤُهُ تصدق، فإن فضل منه شيءٌ وهبه لامرأته، فإذا أصبح قال: إن شئتِ رُدِّيه عليّ.

أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فُدَيك المدَني، قال: حُدِّثنا عن يزيد بن أَبِي حَبِيب المصري (٢)، أن أبا الدرداء رُئِيَ عليهِ بُردٌ وثوبٌ أبيَضُ ورُئِيَ على غُلامِهِ بُردٌ وثوبٌ أبيضُ فقيل له يا أبا الدرداءِ لو أخَذْتَ هذا البُردَ وأعطيتَ غُلامكَ هذا الثوبَ الأبيضَ أو أخذتَ هذا الثوبَ الأبيضَ وأعطيتَ غلامكَ البُردَ فكانا ثوبين متفقين؟ فقال: إني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: اكسوهُم مما تلبسون وأطعموهُم مما تأكلون.

أخبرنا وهب بن جرير، وهشام بن الوليد، قالا: حدثنا شعبَةُ، عن عمرو بن مُرةَ، قال: سمعتُ شيخًا يُحدِّث عن أبي الدرداءِ أنه قال: أُحبُّ الفقرَ تواضعًا لربي، وأحبُّ الموتَ اشتياقًا إلى ربي، وأحبُّ المرضَ تكفيرًا لخطيئتي (٣).


(١) الضبط عن الذهبي في المشتبه ص ٥٥١.
(٢) يزيد بن أبي حبيب المصري: تحرف في الأصل إلى "يزيد بن أبي حبيب البصري".
(٣) أورده المصنف في ترجمته لأبي الدرداء فيمن نزل الشام من الصحابة.