للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال جابر: وعند امرأتي نمط وأنا أقول لها: نَحيه عنّي، وهي تقول: أليس قد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أما إنها ستكون!.

أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق، والفَضل بن دُكَيْن، قالا: حدثنا زكريا، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله، قال: كنتُ أسيرُ على جمل لي فأعيَى فأردت أن أسيبه فلحقني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَضَرَبَهُ ودعا له، فسار سيرًا لم يَسِرْ مثله. فقال لي: بِعْنِيهِ بأوقيةٍ. قال قلت: لا. قال: بِعْنِيهِ، فَبِعْتُهُ بأوقية واستثنيتُ عليه حُملَانَهُ إلى أهلي، فلما قدمتُ أتيتُه بالجمل، فنقدني ثَمنَهُ، فلما مَضَيتُ رَدّني وقال: لعلك ترى أني إنما ماكستُكَ لآخذ جملك، خُذْ جَملَك ودَراهمك فهما لك.

أخبرنا هشام بن إبراهيم، قال: حدثني أبو عَقِيل، قال: حدثنا أبو المتوكل النّاجِي، قال: أتيت على جابر بن عبد الله فقلت: حَدِّثْنِي بِمَا شَهِدْتَ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: سافَرْتُ معه بعضَ أسفارِه. قال أبو عقيل: شَكَكتُ لا أدرِي غزوة أو، فلما أن أقبلنا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ أَحَبَّ أن يَتَعَجَّلَ إلى أهله فَلْيَتَعَجَّلْ. قال جابر: فأقبلنا وأنا على جمل أَرْمَك (١) ليس فيها شبهه، فإذا الناس خلفي، فبينما أنا كذلك إذ قام عَلَيَّ، فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: أتبيع الجمل يا جابرُ؟ قال قلت: نعم يا نبي الله، قال: ناولني السَّوط واسْتَمْسِكْ، قال: فناولته السَّوْطَ فضربه ضربةً فوثب وثبةً فإذا هو بين يدي الإبل، فلما أَنْ قَدِمْنا المدينَة قَدِمتُ ودخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد في طوائف من أصحابه، فدخلت عليه وعقلتُ الجملَ ناحيةَ البَلَاط، فقلت له: يا رسول الله، هذا جملك، فخرج يطيف بالجمل ويقول: الجملُ جملُنا. فبعث إلي أواقي من ذهب فقال: أعطوها جابرًا، وقال لي: استوفيتَ يا جابرُ الثمنَ؟ قال قلت: نعم يا نبي الله، قال: الثمنُ لكَ والجملُ لك يا جابر.

أخبرنا مَعْنُ بن عيسى، قال: حدثنا بلال بن أبي مسلم، قال: رأيت جابر بن عبد الله ليس بين عَيْنَيْهِ أثرُ السجود.

أخبرنا قَبِيصَةُ بن عقبة، قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن عجلان، عن


(١) لدى ابن الأثير في النهاية (رمك) في حديث جابر "وأنا على جمل أَرْمَك" هو الذي في لونه كُدُورَة.
وانظر المسند ج ٣ ص ٣٧٢.