للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[يا عُزّ] كفرانكِ لا سبحانكِ … إني رأيت الله قد أَهَانَكِ

قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن حَكيم بن حَكيم بن عَبَّاد بن حُنَيف، عن أبي جَعفر، قال: لما رجع خالد بن الوليد من هَدْم العُزَّى إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وهو مقيم بمكة، بعثه رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، إلى بني جَذِيمَةَ وهم من كِنَانَة، وكانوا بأسفل مكة على ليلةٍ أو أقل ناحيةَ يَلَمْلَمَ (١) بموضعٍ يُقال له الغُمَيْصَاء (٢)، فبعثه داعيًا لهم إلى الإسلام ولم يبعثهُ مقاتلًا، فخرج في ثلاثمائة وخمسين رجلًا من المهاجرين والأنصار وَبَنِي سُلَيم، فانتهى إليهم فقالوا: نحن قومٌ مسلمون وقد صَلَّيْنا وَصَدَّقْنا بمحمد وبنينا المساجدَ وأذَّنا فيها. قال: فما بال السلاح عليكم؟ قالوا: إن بيننا وبين قومٍ من العرب عداوةً، فخفنا أن تكونوا هم، فأخذنا السلاح. قال: فَضَعُوا السلاحَ! فوضع القوم السلاح فأوقع بهم، وبلغ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - الخبر، فبعث عَلِيَّ بنَ أبي طالب فَودَى ما أصابَ خالد منهم (٣).

قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني يوسف بن يعقوب بن عُتْبَة، عن عثمان بن محمد عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: ما عَتَبَ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، على خالدٍ فيما صنع ببني جَذِيمَةَ، لأنهم إنما ادَّعوا الإسلام بعدَ الذي صَنَعَ بهم، ولقد كان المُقَدَّمَ عنده حتى مات، ولقد خرج بعد ذلك معه إلى حُنَيْن على مُقدِّمته وإلى تَبُوك، وبعثه رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، مِنْ تَبُوك إلى أُكْيَدْرِ دُوَمة (٤) الجَنْدَل فسَبَى من سَبَى ثم صالحهم. ولقد بعثَهُ إلى بني الحارث بن كعب بنجران في شهر ربيع الأول سنة عشرٍ أميرًا وداعيًا إلى الله، فخرج في أربعمائة من المسلمين، فقدِمَ عليهم فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا ولم يقاتلوا، وكتبَ بذلك إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، مع بلال بن الحارث المُزني، فكتب


(١) يَلَمْلَم: موضع على ليلتين من مكة، وهو ميقات أهل اليمن.
(٢) موضع في بادية العرب قرب مكة، كان يسكنه بنو جَذِيمة بن عامر.
(٣) راجع الواقدي: المغازي ص ٨٧٥ وما بعدها.
(٤) وورد لدى الواقدي ص ٨٨٣ الذي ينقل عنه المصنف "إلى أكيدر، ودُومة الجندل" والمثبت رواية الأصل وابن عساكر في تاريخ دمشق.