للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إذا هو خَلٌّ، قالوا، ويْلك، والله ما جئتنا إلا بخلٍّ. قال: هذه دَعْوَةُ خالدٍ (١).

قال: أخبرنا مُسلم بن إبراهيم، قال: أخبرنا جُوَيْرِيَةُ بن أسماء، عن نافع، قال: لما قدم خالد بن الوليد من الشام، قَدِمَ وفي عِمَامَتِه أسهمٌ مُلَطَّخَةٌ بالدم قد جعلها في عمامته، فاستقبلهُ عُمَرُ لما دخل المسجد فنزعها من عمامته وقال: أتدخل مسجد النبي، - صلى الله عليه وسلم -، ومعك أسهمٌ فيها دَمٌ؟! وقد جاهدت وقاتلت وقد جاهد المسلمون قبلك وقاتلوا (٢).

قال: أخبرنا الفَضْلُ بن دُكَيْن، ومحمد بن عبد الله الأسديّ قالا: حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن العَيْزَار بن حُرَيْث، قال: كان خالد بن الوليد يقول: ما أدري من أيّ يومَيّ أفِرُّ؟ يومٍ أراد الله أن يهْدِيَ لي فيه شهادةً، أو من يوم أراد الله أن يهدي لي فيه كَرامَةً.

قال: أخبرنا الفَضْلُ بن دُكَيْن، ومحمد بن عبد الله الأسديّ، قالا: حدّثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي السَّفَر، قال: مرض خالد بن الوليد بالشام فَحَضَرهُ أُنَاسٌ وهو يَسُوقُ (٣): فقال بعضهم: والله إنه يَسُوقُ، فسمعه فقال: أجل، فأستعين الله على ذلك.

قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أَبِي الزِّنَادِ وغيره، قالوا: قَدِمَ خالدُ بنُ الوليد بعد أَنْ عَزَلَهُ عُمَرُ بنُ الخطاب مُعْتَمرًا، فمرَّ بالمدينة ولقي عُمَرَ ثم رجع إلى الشام فانقطع إلَى حِمْص، فلم يزل بها حتى تُوفي بها في سنة إحدى وعشرين.

قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثنا عَمْرو بن عبد الله بن عَنْبَسَة، قال: سمعت محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان يقول: لم يزل خالد بن الوليد مع أبي عُبَيدةَ حتى توفي أبو عُبَيْدة، واستُخْلِفَ عياضُ بن غَنْم الفِهْرِيّ، فلم يزل خالدٌ معه حتى مات عياضُ بن غَنْم، فاعتزل خالد إلى ثَغْرِ حِمْص، فكان فيه، وَحَبَّسَ خَيْلًا وسِلَاحًا فلم يزل مقيمًا مرابطًا بحمص حتى نُزِلَ بهِ فدخل عليهِ أبو الدَّرْدَاءِ عائدًا له، فقال خالد بن الوليد: إِنَّ خَيْلِي هذهِ التي حَبَّسْتُ في الثغر


(١) أورده ابن عساكر في تاريخه كما في المختصر ج ٨ ص ١٦.
(٢) الخبر لدى ابن عساكر في تاريخه كما في المختصر ج ٨ ص ٢٣.
(٣) أي شرع في نزع الروح.