للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كادت أموالهم تَذهب، ثمّ تَناهوا وقال بعضهم لبعض: ألا تَرون معالم السماء كما هى لم يذهب منها شئ! وقال إبليس: هذا أمرٌ حدَث فى الأرض، ائتونى من كلّ أرض بتُربة، فكان يُؤتَى بالتربة فيشمّها ويلقيها، حتى أُتى بتُربة تِهامة فشَمَّها وقال: هاهنا الحدث (١).

أخبرنا علىّ بن محمّد عن عبد الله بن محمّد القرشى من بنى أسد بن عبد العُزَّى عن الزُّهرى قال: كان الوحى يُستمع، وكان لامرأة من بنى أسد تابع، فأتاها يومًا وهو يصيح: جاء أمرٌ لا يُطاق، أحمد حرَّم الزّنا، فلمّا جاء الله بالإسلام مُنِعوا الاستماع (٢).

أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنى عبد الله بن يزيد الهذلى عن سعيد بن عمرو الهذلى عن أبيه قال: حضرتُ مع رجالٍ من قومى صَنمَنا سُوَاع وقد سُقنا إليه الذبائح، فكنتُ أوّل مَن قرَّب إليه بقرة سمينة فذبحتها على الصنم، فسمعنا صوتًا من جوفها: العجب العجب كلّ العجب، خروجُ نبىّ بين الأخاشب يحرّم الزنا، ويحرّم الذبح للأصنام، وحُرست السّماء، وَرُمِينا بالشُّهب فَتفَرّقنا، وقدمنا مكّة فسألنا فلم نجد أحدًا يخبرنا بخروج محمد، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حتى لقينا أبا بكر الصّدّيق فقلنا: يا أبا بكر، خرج أحدٌ بمكّة يدعو إلى الله يقال له أحمد؟ قال: وما ذاك؟ قال: فأخبرته الخبر، فقال: نَعم هذا رسول الله. ثمّ دعانا إلى الإِسلام، فقلنا: حتى ننظر ما يصنع قومنا، ويا ليت أنّا أسلمنا يومئذ. فأسلمنا بعده.

أخبرنا محمد بن عمر الأسْلمى قال: حدّثنى عبد الله بن يزيد الهذلى عن عبد الله بن ساعدة الهُذلى عن أبيه قال: كنّا عند صنمنا سُوَاع وقد جلبتُ إليه غنمًا لى مائتى شاة قد كان أصابها جَرَب. فأدنيتُها منه أطلبُ بَرَكته، فسمعتُ مناديًا من جوف الصنم يُنادى: قد ذهبَ كيْد الجنّ ورُمينا بالشُّهب لنبىّ اسمه أحمد، قال: قلتُ عُبّرتُ والله، فأصرف وجه غنمى منحدرًا إلى أهلى، قال: فلقيتُ رجلًا فخبرنى بظهور رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.


(١) الصالحى: سبل الهدى ج ٢ ص ٢٦٧.
(٢) الصالحى: سبل الهدى ج ٢ ص ٢٦٨.