للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: أخبرنا عبيد الله بن أبي موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن عبد الله بن المختار عن معاوية بن قُرّة المُزَني قال: حدّثني أبو حرب بن أبي الأسود عن عبد الله بن عَمْرو أنّه حدّثه أنّ أباه أوصاه قال: يا بُنَيّ إذا مِتّ فاغسلني غَسْلَةً بالماء، ثمّ جَفّفْني في ثوب، ثمّ اغسلني الثانية بماءٍ قَراح، ثمّ جَفّفْني في ثوب، ثمّ اغسلني الثالثة بماء فيه شيء من كافور ثمّ جَفّفْني في ثوب، ثمّ إذا ألبستني الثياب فأزِرّ عَلَيّ فإنّي مُخاصم، ثمّ إذا أنت حملتَني على السرير فامْشِ بي مَشْيًا بين المِشْيَتَيْنِ، وكن خلف الجنازة فإنّ مُقَدّمَها للملائكة وخلفها لبني آدم، فإذا أنت وضعتَني في القبر فسُنّ عَلَيّ التراب سَنًّا، ثمّ قال: اللهم إنّك أمرتنا فرَكِبْنا ونهيتَنا فأضَعْنا فلا بريءٌ فأعتذر ولا عزيزٌ فأنتصر ولكن لا إله إلّا الله. ما زال يقولها حتى مات (١).

قال: أخبرنا عليّ بن محمد القُرَشِيّ عن عليّ بن حمّاد، وغيره، قال: قال معاوية بن حُدَيْج: عُدْتُ عمرو بن العاص وقد ثقل فقلتُ: كيف تجدك؟ قال: أذوب ولا أثوب وأجد نَجْوِي أكثر من رُزْئي، فما بقاء الكبير على هذا؟

قال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكَلْبي، عن عَوانة بن الحكم، قال: كان (٢) عمرو بن العاص يقول: عَجَبًا لمَن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه، فلمّا نزل به قال له ابنه عبد الله بن عمرو: يا أبَتِ إنّك كنتَ تقول عجبًا لمَن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه فصِفْ لنا الموت وعقلك معك، فقال: يا بُنَيّ، الموت أَجَلُّ مِنْ أن يُوصَف ولكنّي سأصف لك منه شيئًا، أجدني كأنّ على عنقي جبالَ رَضْوَى (٣)، وأجدني كأنّ في جوفي شوك السُّلَّاء (٤)، وأجدني كأنّ نفَسي يخرج من ثَقْبِ إبْرَةٍ (٥).

قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثنا عبد الله بن أبي يحيَى، عن عمرو


(١) الخبر لدى ابن عساكر في تاريخه كما في المختصر.
(٢) كان: سقطت من ل وهي في ث ومختصر ابن عساكر الذي ينقل هنا عن ابن سعد.
(٣) رضوى: جبل، وهو من ينبع على مسيرة يوم ومن المدينة على سبع مراحل (ياقوت).
(٤) السُّلَّاء: شوك.
(٥) الخبر بسنده ونصه لدى ابن عساكر في تاريخه كما في المختصر.