للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: فلما كان المرض الذي مات فيه أوصى أهله فقال. لهم: لَا يَلِيَنِي إلّا أصحابي، ولا يصلي عَلَيَّ ابنُ زيادٍ، فلما مات أرسلوا: إلى أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيّ وإلى عائذ بن عَمْرو، وإلى نفرٍ من أصحاب رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، بالبصرة، فولُوا غُسله وتكفينَهُ قال: فما زادوا على أن طَوَوا أيدي قمصهم ودسّوا قمصهم في حُجزِهم، ثم غسّلوه وكفَّنوه، ثم لم يزد القوم على أن توضّئوا، فلما أخرجوه من داره إِذَا ابنُ زِيَاد في موكبهِ بالباب. فقيل له: إنه قد أوصى أن لا تصلى عليه! قال: فسار معه حتى بلغ حَدَّ البيضاء، فمال إلى البيضاء وتركه (١).

قال: أخبرنا وَكِيع بن الجَرّاح، وعبد الوهاب بن عَطَاء، وعَمْرو بن عاصم والفَضْل بن دُكَيْن، قالوا: حدّثنا أبو الأَشْهَب جعفر بن حَيَّان، عن بكر بن عبد الله المُزني، قال: أوصى عبد الله بن المُغَفَّل عند موته لا تُتبعوني صوتًا ولا تُدنوا منّي نارًا ولا ترجموني بالحجارة. قال أبو الأشهب: يعني ما يُركم على قبره من الحجارة (٢).

قال: أخبرنا عبد الله بن محمد المحاربي، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق، عن طلحة بن عبيد الله بن كَرِيز، عن الحسن، قال: عبد الله بن المُغَفَّل المُزَنِيّ أحد الذين بعثهم عمر بن الخطاب إلى أهل البصرة يفقهونهم، فدخل عليه عُبيد الله بن زياد يعوده فقال: أَعْهِد إلينا أبا زياد فإن الله كان ينفعنا بك. قال: فهل أنت فاعل ما آمرك به؟ قال: نعم. قال: فإنِّي أطلب إليك إذا أنا مُتُّ أن لا تصلى عَلَيَّ، وأن تُخَلّى بيني وبين بقية أصحابي فيكونون هم الذين يَلُوني ويُصلون عَلَيَّ. قال: فركب في اليومِ الذي مات فيه، فإذا كل طريق قد ضاق بأهله. فقال: ما بال الناس؟ فقالوا: صاحبُ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، تُوفّي عبد الله بن المُغَفَّل. قال: فوقف دابتهُ حتى أُخرِج بهِ ثم قال: لولا أنه طلب إلينا شيئًا فأطلبناهُ إيّاه لَسِرْنا معه وَصَلَّيْنا عليه. يقول الحسنُ: لَا أبالك، أتُراه وفاء من الخَبيث!

* * *


(١) أورده المصنف في ترجمته لعبد الله بن المغفل فيمن نزل البصرة من الصحابة.
(٢) انظره لدى المصنف في الموضع السابق.