للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال حدّثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجَوْنِي، قال: حدّثنا أبو عَسِيم شهد ذاك، قال: لما وُضِع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، في لحده قال المغيرة بن شعبة: إنه قد بَقي من قِبَل رجليه شيءٌ لَمْ تُصلحوه، قالوا: فادخل فَأَصْلِحه، فدخل فَمَسَّ قَدَميه ثم قال: أَهِيلُوا عَلَيَّ الترابَ، فَأَهَالُوا عليه الترابَ حتى بلغ أنصاف ساقيه، فخرج فجعل يقول: أنا أَحْدَثُكُم عهدًا برسول الله، - صلى الله عليه وسلم - (١).

قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه قال: قال علي بن أبي طالب: لَا يَتَحَدَّث الناسُ أنكَ نزلتَ في قَبْرِ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وَلَا تُحَدِّث أنت الناسَ أَنَّ خاتَمك في قبره، فنزل عَليٌّ وقد رأى موقعه فتناوله فدفعه إليه (٢).

قال محمد بن عمر في حديثه الأول قال المغيرة: فلما توفي رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، بعثني أبو بكر الصديق إلى أهل النُّجَيْر (٣)، ثم شهدتُ اليمامةَ، ثم شهدتُ فتوحَ الشام مع المسلمين، ثم شهدتُ اليرموك وأُصيبت عيني يوم اليَرْمُوك، وشهدتُ القادسيةَ، وكنتُ رسولَ سَعد إلى رُستم، ووليت لعمر بن الخطاب فتوحًا.

وولى المغيرة لعمر بن الخطاب البصرةَ ففتح مَيْسَان، ودَسْتُمِيسَان (٤)، وابن قباذ، ولقى العجم بالمَرْغَاب فهزمهم، فتح سوقَ الأهواز، وغزا نَهْرَ تِيرَى، ومَنَاذِر الكبرى، فهرب من فيها من الأساورة إلى تستر، وفتح هَمَذَان، وشهد نهاوند، وكان على ميسرة النُّعمان بن مُقَرِّن. وكان عُمر قد كتب: إن هَلَكَ النعمان فالأمير حُذيفة فإن هلك فالأمير المغيرة.

وكان المغيرة أول من وضع ديوان البصرة وجَمَعَ الناسَ ليُعطَوا وَولى الكوفة لعمر بن الخطاب، فَقُتل عمر وهو عليها، ثم وليها بعد ذلك لمعاوية بن أبي سفيان، فمات بها وهو وال عليها.


(١) أخرجه ابن حجر في الإصابة ج ٧ ص ٢٧٥.
(٢) أخرجه الذهبي في السير ج ٣ ص ٢٦.
(٣) حصن باليمن قرب حضرموت، لجأ إليه أهل الردة مع الأشعث بن قيس في أيام أبي بكر (ياقوت).
(٤) قال عنها ياقوت: كورة جليلة بين واسط والبصرة والأهواز وهي إلى الأهواز أقرب.