للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كما ينشُده في التي قبلها، حتى إذا فَرَغ قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسولُ الله، ومُؤَدِّي هذه الفرائض، ثم انصرف راجعًا إلى بعيره. فقال النبي، - صلى الله عليه وسلم -، حين وَلّى: إِن يَصدُق ذو العَقِيصَتَيْن (١) يدخل الجنة (٢).

فأتَى بعيرَه فأطلق عقالَه، ثم خرج حتى قَدِم إلى قومه، وكان أول ما تكلم به أن قال: بئست (٣) اللّات والعُزى، وبئست مَناة، وبئست هُبَل.

فقالوا: مَهْ يا ضمام! اتَّق البَرَصَ، اتَّقِ الجُذامَ، اتَّقِ الجنونَ! فقال: ويلكم! إنها والله ما تضر شيئًا ولا تنفَعه، إن الله قد بعث رسولًا، وأنك عليه كتابًا أستنقَذكم به مما كنتم فيه، وإني أشْهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك [له]، وأن محمدًا عبدُه ورسوله، وقد جئتكم مِن عنده بما أَمَرَكم به، ونهاكم عنه. فوالله ما أمسى من ذلك اليوم في حاضرهم (٤) رجل ولا امرأة إلّا مُسْلِمًا (٥).

فَبَنوا المساجدَ وأذّنوا بالصلاة، فكلما اختلفوا في شيء قالوا: عليكم بِوَافِدِنا.

قال ابن عباس: فما سمعنا بوَافِدِ قَوْمٍ أفضل من ضِمام بن ثعلبة (٦).

قال محمد بن عمر: وكانت وفادته في رجب سنة خمس.

* * *


(١) العقيصتين: تحرف في الأصل إلى "العقصتين" وصوابه من ابن هشام والطبري وابن الأثير والذهبي في المغازي. والعقيصتان: الضفيرتان من الشعر.
(٢) أخرجه ابن هشام في السيرة ج ٤ ص ٥٧٣ - ٥٧٤ وابن الأثير في أسد الغابة ج ٣ ص ٥٧.
(٣) كذا في شرح المواهب ومثله لدى ابن الأثير. وفي الأصل "بأست".
(٤) الحاضر: الحي.
(٥) أخرجه ابن هشام وما بين الحاصرتين منه.
(٦) ابن هشام.