للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الخطّ على ساحل البحر فقاتلهم وحاصرهم إلى أن توفّى أبو بكر - رحمه الله - وَوَليَ عمر بن الخطّاب، وطلب أهلُ الزَّارَة الصّلْحَ فصالحهم العلاء. ثمّ عبر العلاء إلى أهل دَارِين (١) فقاتلهم فقتل المقاتلة وحوى الذّراريّ. وبعث العلاء عَرْفَجَةَ بن هَرْثَمة إلى أسياف فارس فقطع في السفن فكان أوّل من فتح جزيرةٍ بأرض فارس واتخذ فيها مسجدًا وأغار على بَارِنْجَان (٢) والأسياف وذلك في سنة أربع عشرة (٣).

قال: أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف، عن أبي إسماعيل الهَمَذاني (٤) وغيره، عن مُجالِد، عن الشّعْبيّ قال: كتب عمر بن الخطّاب إلى العلاء بن الحضرمي، وهو بالبحرين أنْ سِرْ إلى عُتْبَة بن غَزْوَان فقد ولَيتُك عمله واعلم أنّك تقدم على رجلٍ من المهاجرين الأوّلين الذين سبقت لهم من الله الحُسْنى لم أعْزلْه إِلَّا يكون عفيفًا صليبًا شديد البأس ولكني ظننتُ أنّك أغنى عن المسلمين في تلك الناحية منه فاعرف له حقّه، وقد ولّيتُ قبلك رجلًا فمات قبل أن يصل، فإن يُرِدِ الله أن تَليَ وَليتَ وإن يُردِ الله أن يَليَ عتبة فالخلق والأمر لله ربّ العالمين. واعلم أنّ أمر الله محفوظ بحفظه الذي أنزله فانظر الذي خُلِقْتَ له فاكْدَحْ له ودَع ما سِواه فإنّ الدنيا أمَدٌ والآخرة أبَدٌ، فلا يُشْغِلَنّك شيءٌ مُدْبِرٌ خَيْرُه عن شيءٍ باقٍ شرّه، واهرب إلى الله من سَخَطِه فإنّ الله يجمع لمَن شاء الفضيلة في حُكْمه وعلمه، نسأل الله لنا ولك العون على طاعته والنجاة من عذابه (٥).

قال: فخرج العلاء بن الحضرمي من البَحرين في رهط منهم أبو هريرة


(١) لدى ياقوت أنها فرضة بالبحرين وأن المسلمين اقتحموا إلى دارين البحر مع العلاء بن الحضرمي، وأنها فتحت أيام أبي بكر سنة ١٢ هـ.
(٢) ل "باريخان" ولم ترد مادة بهذا الاسم بكتب البلدان، وفي ث "بارحان" بإعجام الحرف الأول فقط، وصوابه مما أورده ياقوت في مادة "بَارِنْجَان" من أنها بلد بالبحرين فتحه العلاء بن الحضرمي سنة ١٣ - أو ١٤ في أيام عمر بن الخطاب، وما أورده ياقوت يتفق وما ورد بالمتن هنا من أن أحداث بارنجان كانت سنة ١٤ هـ.
(٣) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢٦٤ نقلًا عن ابن سعد.
(٤) ث "الهَمْداني".
(٥) سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢٦٥.