للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لحرام. فجاء أبو حَنَّة المازني مع ناس من الأنصار، فقال: ما يصلح لنا معك أمر، فكان بينهما كلام ثم أخذ بتَلْبيب (١) زيد بن ثابت هو وأناسٌ معه فمرَّ به ناس من الأنصار فلمّا رأوهم أرسلوه، وجعل رجل منهم يقول لأبي حَنَّةَ: أَتَصْنَعُ هذا برجل لو مات الليلة ما دريتَ مَا مِيرَاثُكَ من أبيك (٢)؟!

قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني مُجَمِّع بن يعقوب، عن سعيد بن عبد الرحمن بن رُقَيْش، قال: كان بنو عَمْرو بن عَوْف قد أجلبوا على عثمان، وكان زيد بن ثابت يَذُبُّ عنه، فقال له قائل منهم: وَمَا يَمْنَعُك!؟ مَا أَقَلَّ والله من الخزرج من له عِضْدَان العجوةِ مالَكَ! قال: فقال زيد بن ثابت: اشتريتُ بمالي، وقَطَع لي إِمامي عمر بن الخطاب، وقطع لي إِمامي عثمان بن عفان. قال: فقال له ذلك الرجل: أعطاك عمر بن الخطاب عشرين ألف دينار؟ قال: لا، ولكن عمر كان يستخلفني على المدينة، فوالله مَا رَجَعَ من مَغِيبٍ قَطّ إِلَّا قَطَعَ لي حديقةً من نَخْل (٣).

قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس، عن هشام بن حسّان، عن محمد بن سِيرين، قال: جاء زيد بن ثابت إلى عثمان وهو محصور معه ثلاثمائة من الأنصار، فدخل على عثمان فقال: هذه الأنصار بالباب قالوا: جئنا لننصر الله مرتين. فقال عثمان: أما القتال فلا.

قال: أخبرنا أنس بن عياض الليثي، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن خارجة بن زيد بن ثابت أن زيد بن ثابت كان سَلِسَ منه البول وكان يداريه، فلما غَلَبه أرسله فلم يكن يتوضأ منه إلا وضوءه عند الصلاة ولا يلتفت إليه وإن خرج منه.


(١) ث "يُلَبِّب" ولدى ابن عساكر "تلبيب" ولدى الذهبي "بتلبيب" والمثبت منه. ولدى ابن الأثير (لبب) وأخذتُ بتَلْبيب فلان، إذا جَمعتَ عليه ثوبه الذي هو لابسُه وقَبَضْت عليه تَجُرّه.
(٢) الخبر لدى ابن عساكر في تاريخه: مختصر ابن منظور ج ٩ ص ١٢٠، والذهبي في سير أعلام النبلاء، ج ٢ ص ٤٣٥ - ٤٣٦.
(٣) الخبر لدى ابن عساكر في تاريخه: مختصر ابن منظور ج ٩ ح ١٢٠. والعضدان جمع عضيد، وهي النخلة لها جذع يتناول منها المتناول.