للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثم ماذا؟ قال: ثم نحرتُ قال: أصبت [انْحَر] قال: ثم ماذا؟ قال: ثم نحرت، قال أصبت [انْحَر] قال: ثم ماذا؟ قال: نُهيتُ، قال: ومن نهاك؟ قال: أبو عبيدة بن الجَرَّاح أَمِيري. قال: وَلِمَ؟ قال: زعم أنه لا مال لي وإنما لأبيك (١) فقلت: أَبِي يقضي عن الأباعد، ويحمل الكَلَّ، ويطعم في المجاعة، ولا يصنع هذا بي! قال: فلك أربع حوائِط (٢). قال وكتب له بذلك كتابًا. وأتى بالكتاب إلى أَبِي عُبَيدة بن الجَرّاح فشهد فيه [وأتى عمر فأَبَى أن يشهد فيه و] أَدْنَى حائطٍ منها يجدُّ (٣) خمسين وسقًا [و] قدِمَ البدوي مع قيس، فأوفاهُ سِقَتَهُ، وحَملَهُ وكساهُ (*).

فلما قدم الأعرابيّ عَلَى سعد بن عُبَادة قال: يا أبا ثابت (٤)! والله ما مثل ابنك صَنعتُ (٥) ولا تركت بغير مالٍ، فابنك سيدٌ من سادةِ قومه، نهاني الأمير أن أَبِيعَهُ وقال: لا مال لهُ! فلما انتسب إليك عرفته فتقدّمت عليه لما أَعرف أَنّك تسمو إلى معالي الأخلاق وجسيمها، وأَنك غير مُذمٍّ بمن لا معرفة له لديك. قال: فأعطى سعد ابنه يومئذٍ تلك الحوائط الأربع (٦).

وبلغ النبي، - صلى الله عليه وسلم -، فعل قيس فقال: إنه في بيت جُودٍ.

قال: أخبرنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة قال: حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كان قيس بن سعد بن عُبادة مع علي بن أبي طالب في مقدمته ومعهُ خمسة آلاف قد حلقوا رءوسهم بعد ما مات عليّ. فلمّا دخل الحسن في بيعة معاوية أَبَى قَيْسُ بنُ سعد أن يدخل، وقال لأصحابه: إن شئتم جالدتُ بكم أبدًا حتى يموت الأعجل، وإن شئتم أخذت لكم أمانًا. فقالوا: خُذْ لَنَا فَأَخَذَ لهم أمانًا: أَنّ لهم كذا وكذا، ولا يعاقبون بشيء. وأنا رجلٌ منهم، وأَبَى أن يأخذ لنفسه خاصةً


(١) كذا في مغازي الواقدي ومختصر تاريخ دمشق. وفي الأصل "لك".
(٢) الحوائط: البساتين.
(٣) أي أقل بستان منها يعطى من الثمار خمسين وسقا.
(٤) كذا لدى الواقدي. وفي الأصل "وكساه فقال الأعرابي لسعد: يا أبا ثابت: والله .. ".
(٥) كذا لدى الواقدي الذي ينقل عنه المصنف، وفي الأصل "ضَيَّعْت".
(٦) الخبر لدى الواقدي في المغازي ص ٧٧٧.