للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: وكان به النَّقَّابة (١) فمات من يومه ذلك (٢).

قال: أخبرنا علي بن محمّد عن سليمان بن أيوب عن عَمرو بن ميمون وعن غيره قالوا: (* لمّا مات معاوية أُخرجت أكفانه فوضعت على المنبر، ثمّ قام الضَّحَّاك بن قَيْس الفِهْرِيّ خطيبًا، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: إن أمير المؤمنين معاوية كان [في] جَدّ العرب وَعَوَذ العرب، وَحَدّ [العرب] قطع الله به الفتنة، وملَّكه على العباد وَسَيَّر جنوده في البر والبحر وبسط به الدنيا، وكان عبدًا من عَبِيد الله، دعاه الله فأجابه، فقد قضى نحبه، رحمة الله عليه وهذه أكفانه، فنحن مُدْرِجُوه فيها، ومُدْخلوه قبره، ومُخلوه وعمله، فيما بينه وبين ربه، إن شاء رحمه وإن شاء عذّبه، ثمّ هو الهَرْج إلى يوم القيامة، فمن أراد حضوره بعد الظهر فليحضره، فإنا رائحون به (٣).

وصلى عليه الضَّحّاك بن قَيْس الفِهْرِيّ، قال: وكان يزيد غائبًا -حين مات- بِحُوَّارِين (٤)، فلمّا ثقل معاوية أرسل إليه الضحاك فقدم، وقد مات معاوية ودفن، فلم يأتِ منزله حتَّى أتى قبره، فصلّى عليه ودعا له، ثمّ أتى منزله فقال:

جاء البَرِيدُ بِقِرْطَاسٍ يَخُبّ به … فَأَوْجَس القَلْبُ مِنْ قِرْطَاسِه فَزَعَا

قُلْنَا: لَكَ الوَيْلُ مَاذَا فِي صَحِيفَتِكم؟ … قال الخليفة أمسَى مثبتًا وَجعَا


(١) قرحة تخرج في الجنب.
(٢) أخرجه الطبرى في تاريخه ج ٥ ص ٣٢٦ من رواية ابن سعد، وهو في مختصر ابن عساكر لابن منظور ج ٢٥ ص ٨٢.
(*) ما بين النجمتين ورد في مختصر ابن عساكر لابن منظور، ج ٢٥ ص ٨٧ - ٨٩، وانظر أيضًا البلاذرى في أنساب الأشراف ج ٤ ص ١٥٤، والطبرى ج ٥ ص ٣٢٨، وابن الأثير في الكامل ج ٤ ص ٨، ٩.
(٣) مختصر ابن عساكر ج ٢٥ ص ٨٧ وما بين الحاصرتين منه.
(٤) حصن من ناحية حمص.