للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَوَلَدَ عبدُ الله بن الأرقم: عَمْرًا. وأمه خَالِدَة بنت الأسود بن عَبْد يَغُوث بن وَهْب بن عبْد مَنَاف بن زُهْرة، وزَينبَ وأمها أم ولد من أهل اليمامة سوداء.

وأسلم عبد الله بن الأرقم يوم فتح مكة، وأطعمه رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بخَيبر خمسين وسْقًا، وكان يكتب لرسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ولأبى بكر.

قال: أخبرنا مُطَرِّف بن عبد الله اليَسَارِيّ قال: حدّثنا مالك بن أنس قال: بلغنى أن رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كُتِبَ إليه كتاب فقال، مَن يجيب؟ فقال ابن الأرقم: أنا. فأجاب عنه ثم أَتَى به إلى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأعجبه وأنفذه، فكان عمر بن الخطاب يعجبه ذلك ويقول: أصاب ما أراد رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فلم يزل ذلك في قلبه حتى لما ولى عمر استعمله على بيت المال، وقال عمر: ما رأيت أحدًا أخشى لله منه (١).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عبد الله بن جعفر عن أم بكر بنت المِسْوَر عن أبيها قال: ولى عمر بن الخطاب بيت مال المسلمين عبد الله بن الأرقم الزهرى، وكان عمر يستسلف من بيت المال، فإذا خرج [العطاء] جاءه عبد الله بن الأرقم فيتقاضاه فيقضيه، فلما ولى عثمانُ أَقرَّ عبدَ الله بن الأرقم على بيت مال المسلمين، فكان يستسلف منه ثم يقضيه كالذى كان يصنع عمر بن الخطاب، ثم اجتمع عند عثمان مال كثير، وحضر خروج العطاء، فقال له عبد الله بن الأرقم: أدِّ المالَ الذي استسلفت، فقال له عثمان: ما أنت وذاك! إنما أنت خازنى. فخرج عبد الله بن الأرقم حتى وقف على المنبر فصاح: يا ناس! فاجتمعوا. فأخبرهم بما قال عثمان، وقال: هذه مفاتيح بيت مالِكم (٢).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني شُرَحْبِيل بن أَبِى عَوْن عن أبيه عن المِسْوَر بن مَخْرَمة قال: أَخْبَرَ عبدُ الله بن الأرقم عبدَ الرحمن بن عوف بما قال له عثمان، فخرج عبد الرحمن فدخل على عثمان فقال: لئن كان المال لك إن في عبيدك لمن كان يخزن لك، وإن كان المال للمسلمين فإنما عبد الله خازن


(١) ابن الأثير: أسد الغابة ج ٣ ص ١٧٣.
(٢) البلاذرى: أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ ص ٥٤٧، ٥٤٨، ٥٨٠.