للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الخطاب، فخرج إليه عبد الله بن أبي ربيعة، وكان اسمه قبل أن يسلم بَحِير فسماه رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حين أسلم عبد الله، فرصده على ماء بأرض الحبشة كان يرده مع الوحش، فأقبل في حُمر من حُمر الوحش لِيَرِدَ معها، فلما وَجَدَ رِيحَ الإنس هرب حتى إذا أجْهَدَهُ العَطَشُ وَرَدَ فَشَرِبَ حتى تَمَلَّأَ، وخرجوا في طلبه، قال عبد الله بن أبي ربيعة: فسبقت فالتزمته، فجعل يقول: يا بَحِير يا بَحِير أرسِلنى إنى أموت إن أمسكونى، قال عبد الله: وضبطه في يدى فمات مكانه، فواريته ثم انصرفت، وكان شَعره قد غطى كل شئ منه.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عبد الحميد بن جعفر وعبد الله بن أَبِى عُبَيْدة بن محمد بن عمّار بن ياسر عن رُبَيِّع بنت مُعَوِّذ قالت: كان عمر بن الخطاب قد استعمل عبد الله بن أبي ربيعة على اليمن، فكان يبعث إلى أمه أسماء بنت مُخَرِّبة وهي أم أبى جهل بعطر من اليمن، فكانت تبيعه إلى الأُعْطِيَة فكنا نشترى منها (٢).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني كثير بن زيد عن المُطَّلِب بن عبد الله بن حَنْطَب وأبى جعفر قالا: قال عمر لأهل الشورى: إن اختلفتم دخل عليكم معاوية بن أبي سفيان من الشام، وبعده عبد الله بن أبي ربيعة من اليمن، فلا يريان لكم فضلًا إلا بسابقتكم (٣).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: قال لهم عمر إن هذا الأمر لا يصلح للطُّلَقَاء ولا لأبناء الطُّلَقَاء، فإن اختلفتم فلا تظنوا أن عبد الله بن أبي ربيعة عنكم غافلًا (٤).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة عن أبيه قال: قال عبد الله بن أبي ربيعة: أَدْخِلونى معكم في الشورى فإنى لا أنفسُ على أحدٍ خيرًا ساقه الله إليه ولا يعدمكم منى


(١) انظر التبيين لابن قدامة ص ٣٧٧ - ٣٧٨.
(٢) أورده المصنف في ترجمته لأسماء بنت مخربة في القسم الخاص بالنساء.
(٣) أورده ابن حجر في الإصابة ج ٤ ص ٨٠.
(٤) أورده ابن حجر في الإصابة ج ٤ ص ٨٠.