قال: حدّثني محمد بن عبد الرحمن (١) بن السائب قال: بينما أنا جالس مع عبد الله بن السائب إذ جاء رسول ابن عباس فقال: أرنا يا أبا عبد الرحمن أين مُصَلّى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، في وجه الكعبة؟ قال: فقام وقمنا فعه، فقام عند الشُّقّة الثالثة مما يلى الحِجْر، فقال ابن عباس: أنت يا أبا عبد الرحمن رأيت رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يصلى ها هنا؟
قال: أخبرنا الضَّحَّاك بن مَخْلَد قال: أخبرنا ابن جُريْج عن يحيى بن عبيد عن أبيه عن عبد الله بن السائب قال: سمعتُ النبي، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يقول بين الرُّكنين -يعني اليَمَانى والأسود {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[سورة البقرة: ٢١٠].
قال: أخبرنا الفَضْل بن دُكَيْن عن ابن عُيَيْنَة عن ابن جُرَيْج عن ابن أَبِى مُلَيْكَة، أو محمد بن عباد بن جعفر عن عبد الله بن السائب: أن رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قرأ سورة المؤمنين حتى بلغ ذكر عيسى وأمه فأخذته شَرقة، فركع.
قال: أخبرنا أبو بكر بن محمد بن أبي مُرّة المكى قال: حدّثنا نافع بن عمر عن ابن أَبِى مُلَيْكَة -إن شاء الله- قال: بلغنى أن عمر بن الخطاب أمر عبد الله بن السائب المَخْزُومِيّ حين جَمَعَ الناس في رمضان أن يقوم بأهل مكة، فكان يصلى وراء المقام مستأخرًا عن المقام ويصلّى بصلاته من شاء، ومن شاء أن يطوف طاف، ومن شاء أن يصلِّى في ناحية المسجد صلَّى، فكان على ذلك حتى مات في زمن ابن الزبير. قال ابن أبي مُلَيْكَة: فجئتُ أَسْمَاءَ فكلَّمتها في أن تُكلِّم عبد الله بن الزبير أن يأمرنى أن أقوم بالناس، فقالت: ذلك له. فقال: تَرَيْنَهُ يُطِيق ذلك؟ قالت: قد طلبه. فأمرنى فقمتُ بالناس حتى قَدِم عمر بن العزيز، فقال: لقد هممتُ أن أجمعَ الناس على إمامٍ واحدٍ. فقلتُ سُنَّةٌ قد كانت قبلى. فتركتهم، وكان ابن أَبِى مُلَيْكَة يقوم بالناس حتى أُصيبَ في بصره في زمن عمر
(١) كذا في الأصل وجعله محقق ط "محمد (بن عبد الله) بن عبد الرحمن بن السائب". وعلق عليه بقوله: "ما بين الحاصرتين ساقط في الأصل. قلتُ: لقد تسرع المحقق في حكمه فليس ثَمَّ سقط. فقد ترجم ابن أبي حاتم "لمحمد" هذا، فقال: محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن. ويقال: محمد بن عبد الرحمن بن السائب.