للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فلقى أسعد أبا الهَيْثَم بن التّيّهان فأخبره بإسلامه وذكر له قول رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وما دعا إليه، فقال أبو الهيثم: فأنا أشهد معك أنّه رسول الله، وأسلم.

ويقال: إن رافع بن مالك الزُّرَقيّ ومُعاذ بن عَفراء (١) خرجا إلى مكّة معتمرين فذُكر لهما أمر رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فأتياه، فعَرَضَ عليهما الإسلام فأسْلَما، فكانا أوّل مَن أسلم، وقدما المدينة، فأوّل مسجد قرئ فيه القرآن بالمدينة مسجد بني زُريق.

ويقال: إنّ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، خرَج من مكّة فمرّ على نفر من أهل يثرب نُزولٍ بمنًى ثمانية نفر، منهم: من بني النّجّار مُعاذ بن عفراء وأسعد بن زُرارة، ومن بني زُريق رافع بن مالك وذَكوان بن عبد قيس، ومن بني سالم عُبادة بن الصَّامت وأبو عبد الرحمن يزيد بن ثَعلبة، ومن بني عبد الأشهل أبو الهيثم بن التّيّهان حليف لهم من بليّ، ومن بني عمرو بن عوف عويم بن ساعدة، فَعَرَض عليهم رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، الإسلام فأسْلَموا، وقال لهم رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: تَمْنَعُونَ لي ظَهْرِي حَتّى أُبَلّغَ رِسَالَةَ رَبّي؟ فقالوا: يا رسول الله نحن مجتهدون لله ولرسوله، نحن، فاعلمْ، أعداءٌ متباغضون، وإنّما كانت وقعة بُعاث، عام الأوّل، يومٌ من أيّامنا اقتتلنا فيه فإن تَقْدَمْ ونحن كذا لا يكون لنا عليك اجتماع، فدعنا حتى نرجع إلى عشائرنا لعلّ الله يُصْلح ذات بيننا، وموعدك الموسم العامَ المقْبِلَ.

ويقال: خرج رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، في الموسم الذِي لقى فيه الستّة النّفر من الأنصار، فوقف عليهم فقال: أحُلَفَاءَ يَهُودٍ؟ قالوا: نعم، فدعاهم إلى الله وعَرَض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن فأسلموا، وهم: من بني النجّار أسعد بن زُرارة وعَوف بن الحارث، ابن عَفراء، ومن بني زُريق رافع بن مالك، ومن بَني سَلمة قُطبة بن عامر بن حَديدَة، ومن بني حرام بن كعب عُقبة بن عامر بن نابئ، ومن بني عُبيد بن عديّ بن سلمة جابر بن عبد الله بن رِئاب، لم يكن قبلهم أحد: قال محمّد بن عمر: هذا عندنا أثبت ما سمعنا فيهم وهو المُجْتَمَعُ عليه.


(١) هو معاذ بن الحارث، وعفراء أمه، وعُرِف بها. انظر الإصابة ج ٦ ص ١٤٠.