للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نصر إلى مكة فمررنا بماء يقال له الرُّخَيْخ (١). قال: فقالوا لنا: ها هنا رجل قد رأى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: فأتينا شيخًا كبيرًا، قلنا: رأيتَ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قال: نعم، وكتب لي بهذا الماء وأخرج لنا جلدة فيها كتاب رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: قلنا: ما اسمك؟ قال: العَدَّاء بن خالد. قال: قلنا: فما سمعتَ من رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قال: كنت تحت ناقته يوم عَرَفة وهي تَقْصَعُ بِجرَّتِها (٢) فقال: يا أيها الناس، أيّ يوم هذا؟ وأى شهر هذا؟ وأى بلد هذا؟ قال: قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: أليسَ هذا شهر حَرام؟ وبلد حَرام؟ قال: قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: ألا إن دماءكم وأموالكم وأعْراضكم عليكم حَرام كحُرمة يومكم هذا في شَهْرِكم هذا في بلدِكم هذا إلى يوم تَلْقَوْنَ ربَّكم. اللهمُ هَلْ بلَّغْتُ؟ اللهم اشهد (٣).

قال: حدّثنا عثمان بن عمر قال: حدثنا عبد المجيد أبو عمرو قال: أتينا الرُّخَيْخ فدخلنا على رجل من بني عامر بن ربيعة يقال له العَدّاء بن خالد بن هَوْذَة بن خالد بن ربيعة، فسلّمنا عليه، فَردّ علينا السلام، وقال: مَن أنتم؟ فقلنا: أهل البصرة. فقال: فما فعل يزيد بن المهلب؟ قال: قلنا: ها هو ذاك يدعو الناس إلى كتاب الله وسُنة نبيه. فقال: وفيم هو وذاك؟ ثلاث مرات يقولها. قال: فقلنا: فما تأمرنا، نكون مع هؤلاء أو مع هؤلاء أو نقعد في بيوتنا؟ فقال: إن تقعدوا تفلحوا وترشدوا ثلاثًا يقولها، ثم قال: حججتُ مع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حجة الوداع فرأيت رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قائمًا في الركابين ينادى يوم عرفة: ألا إِنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحُرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا


(١) كذا ذكره المصنف في الترجمة التي عقدها للعداء بن خالد فيمن نزل البصرة من الصحابة ومثله لدي البكري وياقوت. وفى الأصل هنا "الرُّجَيْح" وتحت حاء الكلمة علامة الإهمال للتأكيد. والرخيخ: موضع في وسط نجد على يسار طريق البصرة إلى المدينة.
(٢) لدى ابن الأثير في النهاية (قصع) فيه "خطبهم على راحلته وإنها لتقصع بجرتها" أراد شدة المضغ وضم بعض الأسنان على البعض.
(٣) أورده المصنف مرة أخرى بسنده ونصه في الترجمة التي عقدها للعداء بن خالد فيمن نزل البصرة من الصحابة.