للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فالحقوا بحرمكم تأمنوا، فإن كنت غير فاعل فَعِدْنى حيث شئت آتِك، فوقع به عمرو وقال: إنى أرد عليك نصيحتك، فأيّ العرب توعدنا به؟ فأُقْسِم بالله لأوطئن عليك الخيل وموعدك حِفْشُ (١) أمك. قال قُرة: إنى لم أُرِدْ هذا، وندم على مقالته وخرج في مائة من قومه خفراء له.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني هاشم بن عاصم عن المنذر بن جهم قال: لما قدم عَمْرُو بن العاص المدينة أَخْبَرَ أبا بكر بما كان في وجهه، وبمَقَالَةِ قُرَّة بن هُبَيْرة، وَأَتَى عمرو خالدَ بن الوليد حين بعثه أبو بكر إلى أهل الرِّدَّة فجعل يقول له: يا أبا سليمان لَا يَفْلِتَنَّ منك قُرَّةُ بن هُبَيْرَة.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني محمد بن عبد الله عن الزُّهْرِيّ عن عُبَيد الله بن عَبد الله بن عُتْبة عن ابن عباس قال: لما اجْتَمَعَتْ بنو عامر عند خالد جعل يعقد عليهم الأَيْمَان: عليكم عهد الله وميثاقه لتؤمنن بالله وبرسوله ولتقيمن الصلاة ولتُؤْتُنَّ الزكاة، تبايعون على ذلك أبناءكم ونساءكم آناء الليل والنهار، قالوا: نعم. حتى إذا فرغ من بيعتهم أوثق قُرَّةَ بن هُبَيْرَة وبعث به إلى المدينة إلى أبى بكر.

فقال: يا خليفة رسول الله، والله ما كفرت، فاسأل عمرو بن العاص فإن لي عنده شهادة، ليالى أقبل من عُمان خرجت في مائة من قومى خفراء لي، وقبل ذلك ما أكرمت (٢) منزله ونحرت له، فسأل أبو بكر عَمْرًا فقال: نزلت به فلم أر لضيف خيرًا منه، لم يترك وخرج معي في قومه خفراء، ثم ذكر عَمْرو ما قال قرة فقال قرة: انزع يا عَمرو. فقال عمرو: لو نزعت نزعت. فلم يعاقبه أبو بكر وعفا عنه وكتب له أمانًا (٣).

* * *


(١) أمامها في حاشية الأصل "الحِفْش: دُرْج المرأة تجعل فيها متاعها، ومثله لدى ابن الأثير في النهاية (حفش).
(٢) كذا في الأصل هنا ومثله ما أورده المصنف في ترجمة خالد بن الوليد ولا ضرورة لهمزة الاستفهام التي أضافها محقق ط حيث ورد لديه "وقبل ذلك أما أكرمت. . .".
(٣) الخبر بسنده ونصه أورده المصنف في ترجمة خالد بن الوليد.