للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: وأخبرنا يريد بن هارون قال: أخبرنا هِشام بن حَسّان عن محمد بن سِيرين عن أبي عُبيدة عن رجل قال: قلت لعدي بن حاتم: حديثٌ بلغني عنك أحب أن أسمعه منك، ثم اجتمعوا جميعًا على حديث عدي بن حاتم، ودخل حديث بعضهم في حديث بعض.

قال عدي بن حاتم: لما بُعِث رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، كرهته كأشد ما كرهت شيئًا قط، فانطلقت فخرجت هاربًا من رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه، حتى إذا كنت بأقصى أرض العرب مما يلي الروم، قال يزيد في حديثه: فقدمت على قيصر فكرهت مكاني الآخر كما كرهت مكاني الأول، قال: فقلت في نفسي: رجلٌ من العرب يقول إني رسول الله، فوالله لو أتيته فطالعته فنظرت، فإن كان ما يقول حقًّا اتبعته، وإن كان غير ذلك لم يضرني شيئًا.

قال: فرجعت عَوْدِي على بَدْئِي وردت المدينة، فلما دخلتها استشرفني الناس وقالوا: جاء عدي بن حاتم، قال: حتى انتهيت إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه - إما قال: في المسجد وإما قال: عند المسجد - قال: فقال لي رسول الله يا عَدِيّ بن حاتم، أَسْلِمْ تَسْلَمَ، قال: قلت: إني مِنْ دين. وقال بعضهم: إني عَلَى دين. قال: فقال: يا عدي بن حاتم، أسلم تسلم، قال: قلت: إني من دين، قال: فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: يا عدي بن حاتم، أسلم تسلم، قال: قلت: إني من دين، قال: فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: أنا أعلم بدينك منك قال: قلت: أنت أعلم بديني مني - مرتين أو ثلاثًا؟ قال: أنا أعلم بدينك منك.

ثم قال: ألست برأس قَوْمِك؟ قال: قلت: بلى، قال: أَلَسْتَ رَكُوسِيًّا؟ - قال: لصنف من النصرانية - قال: قلت: بَلَى، قال: ألست تأخذ المِرْبَاع؟ قال: قلت: بلى، قال: فإن ذلك لا يحل لك في دينك. قال: وصدق والله. فَتَضَعْضَعْتُ لذلك ووضعت منى. قال: ثم قال: يا عدي بن حاتم أَسْلِمْ تَسْلَمْ، فإني قد أظن - أو قد أَرى أو كما قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، إنما يمنعك أن تُسْلِمَ خَصاصة تراها بِمَنْ حَوْلي، وإنك ترى الناس علينا إِلْبًا (١) واحدًا. وقال يزيد في


(١) أي مجتمعين.