للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: أخبرنا يزيد بن هارون وشَبابة بن سَوَّار قالا: حدّثنا شُعبة بن الحَجَّاج عن عَمرو بن مُرّة، عن أَبِي الضُّحَى، عن مسروق قال: قال لي رجل من أهل مكة: هذا مُقَام أخيك تميم الداري، صلى ليلة حتى أصبح أو كَرَبَ (١) أن يصبح، يقرأ آية ويرددها ويبكي {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: ٢١].

قال: أخبرنا حفص بن عمر الحَوْضِيّ قال: حدّثنا أبو عَقيل قال: حدّثنا يزيد بن عبد الله قال: قال رجل لتميم الداري: ما صلاتك بالليل؟! فغضب غضبًا شديدًا ثم قال: والله لركعة أصليها في جوف الليل في بيتٍ سِرّ أحب إليّ من أن أصلي الليل كله ثم أقصه على الناس. فغضب الرجل فقال: الله أعلم بكم يا أصحاب رسول الله، إن سألناكم عنفتمونا وإن لم نسألكم جفيتمونا، فأقبل عليه تميم فقال: أرأيتك لو كنت مؤمنًا قويًا وأنا مؤمن ضعيف، أشاطي (٢) أنت على ما أعطاني الله فتقطعني؟ أرأيت لو كنت مؤمنًا قويًا وأنت مؤمن ضعيف أشاطُّك أنا على ما أعطاك الله وأقطعك؟! ولكن خذ من دينك لنفسك، ومن نفسك لدينك، حتى تستقيم على عبادة تطيقها.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدّثنا وُهَيْب قال: حدّثنا محمد بن أبي


(١) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٤٤٥ بسنده ونصه. وفيه "أو كاد" مكان "أو كرب" والمعنى واحد. وقد أخطأ محقق ط في التعليق على ذلك بقوله: "هكذا وردت في المصادر. وهي بدل قرب على لغة من يقلب القاف كافًا".
(٢) لدى ابن الأثير في النهاية (شطط) في حديث تميم الداري "أن رجلًا كلمه في كثرة العِبَادَة، فقال: أرأيت إن كنتُ مؤمنًا ضعيفًا، وأنت مؤمن قوي إنك لَشَاطِّي حتى أحمل قوّتك على ضعفي، فلا أستطيع فأنْبَتَّ" أي إذا كلفتني مثل عملك مع قوتك وضعفي فهو جَور منك، وقوله إنك لشاطي: أي لظالم لي، من الشطط والظلم والبعد عن الحق.
والخبر لدى ابن المبارك في الزهد ص ٤٧١ وروايته "وأنا مؤمن ضعيف أتيتك بنشاطي حتى أحمل قوتك .. " كما ورد في مختصر ابن عساكر ج ٥ ص ٣٢١ "وأنا مؤمن ضعيف أتيتك ببساطي حتى أحمل قوتك" وفي تاريخ الإسلام وفيات سنة ٤٠ هـ نقل رواية ابن المبارك. قلت: ورواية ابن المبارك ومختصر ابن عساكر وتاريخ الإسلام كلها مجانبة للصواب.