للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قومك يوم الرَّزْم (١)؟ فقال: يا رسول الله، ومن ذا يصيب قومه ما أصاب قومي يوم الرَّزْم إلا ساءَه ذلك. فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، أما أن ذلك لم يزد قومك في الإسلام إلا خيرًا.

وكان بين مُراد وهَمْدان وقعة، أصابت هَمدان من مُراد ما أرادوا حتى أثْخَنُوهم في يوم الرَّزْم، وكان الذي قاد هَمدان إلى مُراد الأجْدَع بن مالك، فَفَضَحَهم يومئذ، وفي ذلك يقول فَرْوَة بن مُسَيْك:

فإن (٢) نَغْلِبْ فَغَلَّابُونَ قِدْمًا … وإن نُهْزَم فَغَيْر مُهَزَّمِينَا

وما إِنْ طِبُّنا جُبْنٌ ولكن … مَنَايَانا وطُعْمَةُ آخرينَا

كذاك الدَّهْرُ دَوْلَتهُ سِجَالٌ … تَكِرُّ صُرُوفُهُ حِينًا فَحِينَا (٣)

قال: فأقام فروة عند النبي، - صلى الله عليه وسلم -، ما أقام، ثم استعمله رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، على مراد وزبيد ومذحج كلها، وكتب معه كتابًا إلى الأبناء باليمن يدعوهم إلى خالد بن سعيد بن العاص على الصدقات، وكتب له كتابًا فيه فرائض الصدقة، فلم يزل خالد على الصدقة مع فروة بن مسيك، وكان فروة يسير فيهم بولاية رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، حتى توفي رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -.


(١) يوم الرَّزْم: تحرف في المطبوع إلى "يوم الردم" كما تحرف في الموضع المماثل لدى ابن هشام ج ٤ ص ٥٨١، وكذا لدى ابن الأثير في أسد الغابة ج ٤ ص ٣٦٠، والصالحي ج ٦ ص ٦٠٤. وصوابه من الأصل، وتاريخ الطبري ج ٣ ص ١٣٥، والبكري في المعجم وكذا ياقوت والقاموس (رزم).
ولدى البكري ج ٢ ص ٦٤٩ "يوم الرَّزْم: يوم كان لهمدان على مراد قبيل الإسلام. وكان رئيس همدان يومئذ الأجدع الشاعر، وفي ذلك يقول فروة بن مسيك المرادي:
فإن تَغْلِبْ فغلّابون قِدْمًا … وإن نُهْزَم فَغَيْر مُهَزَّمِينَا
فما إن طِبّنا جُبْنٌ ولكن … منايانا وطعْمَةُ آخرينا
ولما وفد عروة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُسْلمًا، قال: هل ساءك ما أصاب قومك يوم الرزم؟ قال: يا رسول الله، ومن ذا يُصيب قومَه مثل ما أصاب قومي فلا يسوءه؟ ".
(٢) في الأصل والمطبوع "إن" ولا يتم به الوزن. وصوابه من المصادر المذكورة في الحاشية التالية.
(٣) الأبيات لدى ابن هشام ج ٤ ص ٥٨٢، والطبري ج ٣ ص ١٣٥، والبكري ج ١ ص ٦٥٠، وابن الأثير: أسد الغابة ج ٤ ص ٣٦٠ والصالحي ج ٦ ص ٦٠٣.