للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جزّأها على ثمانية أجزاء، فإن كنت جزءًا منها أعطيتك، وإن كنت غنيًا عنها فإنما هي صداع في الرأس وداء في البطن، فقلت: يا رسول الله، أقبل مني كتابيك، فقال: مالك؟ فقلتُ: إني سمعتك تقول ما قلت في الإمارة، وسمعتك تقولُ ما قلتَ في الصدقة، قال: فأنا أقوله الآن، فإن شئت فاقبل، وإن شئت فدع (١).

قال: وزاد محمد بن عمر في هذا الحديث بهذا الإسناد قال: فقبلهما رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - يعني الكتابين - ثم قال: دُلني على رجل من قومك أستعمله، فدللته على رجل من قومي استعمله، قلت: يا رسول الله، إن لنا بئرًا إذا كان الشتاء كفانا ماؤها، وإذا كان الصيف قَلَّ علينا فتفرقنا على المياه، والإسلام اليوم فينا قليل ونحن نخاف: فادعُ الله لنا في بئرنا. فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: ناولني سبع حَصَيات، فَفَرّكَهُنّ بيده ثم دَفَعَهُن إليّ ثم قال: إذا انتهيتَ إليها فألق حَصَاةً حصاة وسَمِّ الله. قال: ففعلتُ، فما أدركنا لها قعرًا حتى الساعة (٢).

قال: وكان رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، في بعض أسفاره، فاعتشى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، واعتشيت معه - يعني سار أول الليل - وكنت رجلًا قويًا، فجعل أصحابه يتفرقون عنه ولزمتُ غَرْزَه (٣)، فلما كان في السَّحَر قال: أذِّن يا أخا صُدَاء، قال: فأذَّنت على راحلتي. ثم سرنا حتى نزل فذهب لحاجة، ثم رجع فقال: يا أخا صُداء هل معك ماء؟ قال: قلت: معي شيء في إداوتي، قال: فقال: هاته. فجئت به فقال: صبّ، قال: فصَبَبْت ما في الإداوة في القعب. قال: وجعل أصحابه يتلاحقون (٤).

قال: ثم وضع كفه على الإناء، فرأيت بين كل إصبعين من أصابعه عينًا تفور ثم قال: يا أخا صُداء لولا أني أستحيي من ربي لسقينا واستقينا، قال: ثم توضأ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -. ثم قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: أذن في أصحابي من كانت له


(١) أورده المزي في تهذيب الكمال ج ٩ ص ٤٤٦ فما بعدها.
(٢) المزي ج ٩ ص ٤٤٨.
(٣) لدى الصالحي ج ٦ ص ٥٣٥ "الغرز: ركاب كور البعير إن كان من خشب أو جلد.
(٤) الصالحي ج ٦ ص ٥٣٣.