للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحيين بالصهر، وقد كان من أبي جعفر في إجابة أمير المؤمنين ما حسّن فيه رأيه، وولى أمرها خالها، وليس عند حسين خلاف على أمير المؤمنين، فتكلم حسين وقال: إن الله رفع بالإسلام الخسيسة وأتم الناقصة، وأذهب اللوم، فلا لوم على مسلم، وإن القرابة التي عظّم الله حقها قرابتنا وقد زوّجْتُ هذه الجارية، من هو أقرب نسبًا وألطف سببًا القاسم بن محمد بن جعفر، فقال مروان: أغدرًا يا بني هاشم؟ وقال لعبد الله بن جعفر: يابن جعفر ما هذه أيادي أمير المؤمنين عندك!!. قال: قد أعلمتك أني لا أقطع أمرًا فيها دون خالها. فقال حسين: نشدتكم الله أتعلمونَ أن الحسن خطب عائشة بنت عثمان فولَّوْكَ أمرها فلما صِرنا في مثل هذا المجلس؟ قلت: قد بدا لي أن أزوجها عبد الله بن الزبير؟ هل كان هذا يا أبا عبد الرحمن؟ - يعني المسور بن مخرمة - فقال: اللهم نعم. فقال مروان: إنما ألوم عبد الله، فأما حسين فَوَغِر الصدر، فقال مسور: لا تحمل على القوم، فالذي صنعوا أوصل، وصلوا رحمًا ووضعوا كريمتهم حيث أحبوا.

قال: أخبرنا علي بن محمد، عن يزيد بن عياض بن جُعدبة، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، قال: خطب سعيد بن العاص أم كلثوم بنت علي بعد عمر، وبعث إليها بمائة ألف فدخل عليها الحسين فشاورته، فقال: لا تَزَوَّجِيْه، فأرسلت إلى الحسن. فقال: أنا أزوّجه فاتّعدوا لذلك، وحضر الحسن، وأتاهم سعيد ومَن معه، فقال سعيد: أين أبو عبد الله؟ قال له الحسن: أكفيك دونه، قال: فلعل أبا عبد الله كره هذا يا أبا محمد؟. قال: قد كان، وأكفيك. قال: إذًا لا أدخل في شيء يكرهه، ورجع ولم يعرض في المال ولم يأخذ منه شيئًا (١).

قال: أخبرنا مَعن بن عيسى، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، أن الحسين بن علي - رحمه الله - تختّم في اليسار.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا المطلب بن زياد، عن السدي، قال: رأيت حسين بن علي - رحمه الله - وإنّ جُمّته خارجة من تحت عمامته.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين: ومحمد بن عبد الله الأسدي، قالا: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن العيْزار بن حريث، قال: رأيت على الحسين بن علي مطْرَفًا من خزّ قد خضب لحيته ورأسه بالحناء والكتم.


(١) سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٤٤٦، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ج ٩ ص ٣١٣.