للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خصلة شَرّ إِلَّا هى فيه، ثمّ مَرّ به ابن عمر وهو مصلوب، والمسك يفوح منه، فقال: يرحمك الله فوالله إنّ قومًا كنتَ أخسّهم لقومُ صدقٍ (١).

قال: أخبرنا الفضل بن دُكين، قال: حَدَثَّنَا إسحاق بن سعيد، عن سعيد، قال: قال ابن عمر لعبد الله بن الزبير: رحمك الله، لقد سَعِدت أُمَّهٌّ أنت شَرُّها (٢).

قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حَدَثَّنَا رياح بن مسلم، عن أبيه، قال: لقد رأيتهم مَرَّة ربطوا هِرّة مَيّتة إلى جنبه، فكان ريح المسك يغلب على ريحها (٣).

قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حَدَثَّنَا شرحبيل بن أبي عون، عن أبيه، قال: كان عبد الله بن الزبير قد قَشِمَ جلده على عظمه، كان يصوم الدهر، فإذا أَفْطَر، أَفْطَرَ على لَبَنِ الإبل، وكان يمكث الخمس والست لا يذهب لحاجته، وكان يشرب المسك، وكان بين عينيه سجدة مثل مَبْرك العنز، فلمّا قتله الحجاج صلبه على الثنية التى بالحجون يقال لها: كَدَاء. فأرسلت أسماء إليه، قاتلك الله، وعلام تصلبه؟ فقال: إنى استبَقْتُ أنا وابنك إلى هذه الخشبة فكانت اللَّبجَةُ (٤) به، فأرسلَتْ إليه تستأذنه في أن تكفنَه، فأبَى، وكتَبَ إلى عبد الملك يخبره بما صَنَع، فكتَبَ إليه عبد الملك يَلُومُه فيما صنع ويقول: ألا خَلّيت أمه فَوَارَته، فأَذِنَ لها الحجَّاج، فوارته بالمقبرة بالحجون (٥).


(١) أورده ابن عساكر ص ٤٨٨ من طريق ابن سعد.
(٢) مختصر ابن منظور ج ١٢ ص ٢٠٨
(٣) ابن عساكر ص ٤٧٣
(٤) كذا في الأصل الذى رجع إليه محقق المطبوع. ولَبَجَ بِه الأرضَ: صرعه ورماه. ولُبجَ به: صُرِعَ وسَقط من قيام. ولدى ابن الأثير في النهاية (لبج) في حديث سهل بن حنيف "لمّا أصابه عامر بن ربيعة بعينه وُلِجَ به .. " أى صُرِع به.
وقرأها محقق المطبوع "الليجة" بالياء المنقوطة باثنتين من تحتها. وعلق عليها في الهامش بقوله: "هكذا غير واضحة، وفى تاريخ ابن عساكر ص ٤٧٣ ترك مكان هذه الكلمة بياض، وذكر محققه أن النساخ قد أهملوا هذه الكلمة في النُّسخ المخطوطة. وذكر أنها في تهذيب ابن منظور غير مقروءة مما يدل على أن التصحيف فيها قديمًا. وفى تهذيب ابن بدران ج ٧ ص ٤٢٠ جاءت العبارة هكذا: استبقت أنا وابنك إلى هذه الخشبة فسبقنى إليها".
(٥) ابن عساكر ص ٤٧٣.