للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عُدَّة، فنادى الناسُ: يا أبا أنيس أعجزًا بَعْدَ كَيْسٍ؟ فقال الضحاك: أنا أبو أنيس، عَجْزٌ لَعَمْرِى بَعْدَ كَيْس.

فاقتتلوا. ولزم النَّاس راياتهم وصبروا، وصبر الضحاك، فترجَّل مروان، وقال: قبح الله من يوليهم اليوم ظهره حتّى يكون الأمر لإحدى الطائفتين. فَقُتِل الضحاك بن قيس، وصبرت قيس على راياتها يقاتلون عندها، فنظر رجل من بنى عُقَيل إلى ما تلقى قيس عند راياتها من القتل، فقال: اللهم العنها من رايات، واعترضها بسيفه، فجعل يقطعها، فإذا سقطت الراية، تفرق أهلها، ثمّ انهزم النَّاس، فنادى منادى مروان: لا تَتَّبِعوا مُوَلِّيًا فأُمْسِكَ عنهم (*).

قال: أخبرنا عليّ بن محمّد، عن الشّرقِي بن القطامى الكلبى، قال: قَتَل الضحاكَ بن قيس رجلٌ من كلب يقال له: زحمة بن عبد الله (١).

قال: أخبرنا على بن محمّد، عن خالد بن يزيد بن بشر الكلبى، قال: حدثنى مَن شهد مقتل الضّحّاك، قال: مَرّ بنا رجل يقال له: زحمة، ما يطعن أحدًا إِلَّا صرعه، ولا يضرب أحدًا إِلَّا قتله، إذْ حَمَل على رجل فطعنه فصرعه وتركه ومضَى، حتّى ضَرَبَ رجلًا فَجَدّ له فأثبته، فإذا هو الضحاك، فاحتززتُ رأسه فأتيتُ به مروان، فقال: أنت قتلته؟ قلتُ: لا. وأخبرته مَن قتله وكيف صنع، فأعجبه صِدْقِى، وكَرِه قتل الضحاك، وقال: الآن حين كبرت سِنِّى واقتربَ أجلى أقبلتُ بالكتائب أضربُ بعضها ببعض؟! وأمر لى بجائزة (٢).

قال: أخبرنا على بن محمّد، عن مسلمة بن محارب، عن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية، أن عبد الملك بن مروان ذكر الضحاك بن قيس يومًا فقال: العجب من الضحاك ومن طلبه الخلافة لابن الزبير، ثمّ قَاتَل عليها له، وإنما قتل أباه تَيْسٌ حَبَلّقِى (٣) نَطَحه، فأدركوه وما به حَبَضٌ ولا نَبض (٤). فقيل له: يا أمير المؤمنين: هذا ابنه عبد الرحمن. فقال: سوءة.


(١) الطبري ج ٥ ص ٥٣٨ ولديه "زُحنة" ومختصر ابن منظور ج ١١ ص ١٣٥ ولديه "زَحمة بن عبيد الله".
(٢) الطبري ج ٥ ص ٥٣٨.
(٣) صغير.
(٤) أى ليس به حركة ولا نبض لعرق.