للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عَمرو عن عطاء بن أبى راشد عن عبد الله بن الحارث أنّه كان على مكّة زمن عثمان.

أخبرنا الفضل بن دُكَيْن، عن سفيان بن عُيَيْنة، عن عبد الكريم، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: زوّجنى أبى في إمارة عثمان فدعا ناسًا من أصحاب رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فجاء صَفْوَان بن أُميّة شيخ كبير فقال: إنّ رسول الله قال: انْهَسُوا اللحم (١) نهسًا فإنّه أهنأ وأمرأ، أو أشهى وأمرأ.

قال محمد بن عمر: وكان عبد الله بن الحارث يكنى أبا محمد، وسمع من عمر بن الخطّاب خطبته بالجابية، وسمع من عثمان بن عفّان ومن أُبى بن كعب وحُذيفة بن اليمان وعبد الله بن عبّاس ومن أبيه الحارث بن نوفل، وكان ثقةً كثير الحديث. وكان عبد الله بن الحارث قد تحوّل إلى البصرة مع أبيه وابتنى بها دارًا، وكان يلقّب بَبَّة، فلمّا كان أيّام مسعود بن عمرو وخرج عبيد الله بن زياد عن البصرة واختلف الناس بينهم وتداعت القبائل والعشائر أجمعوا أمرهم فولّوا عبد الله بن الحارث بن نوفل صلاتهم وفَيْأهم وكتبوا بذلك إلى عبد الله بن الزّبير إنّا قد رضينا به، فأقرّه عبد الله بن الزّبير على البصرة، وصعد عبد الله بن الحارث بن نوفل المنبر فلم يزل يبايع النّاس لعبد الله بن الزبير حتى نعس فجعل يبايعهم وهو نائم مادّ يده، فقال سُحيم بن وَثيل اليربوعى:

بايَعْتُ أيْقاظًا وَأوْفَيْتُ بَيْعَتى … وَبَبَّةُ قَدْ بايَعْتُهُ وَهْوَ نائِمُ

فلم يزل عبد الله بن الحارث عاملًا لعبد الله بن الزُّبير على البصرة سنة ثمّ عزله واستعمل الحارث بن عبد الله بن أبى ربيعة المخزومى. وخرج عبد الله بن الحارث بن نوفل إلى عُمان فمات بها (٢).


(١) لدى ابن الأثير في النهاية (نهس) ومنه الحديث "أنه أخذ عظما فَنَهس ما عليه من اللحم" أى أخذه بِفِيه.
(٢) أورده ابن عساكر في تاريخه ص ٩١ - ٩٢ نقلا عن ابن سعد.