للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفعل، وجعل يسبّه! فقال عمر عند ذلك: يابن زيد ادْنُ منى، ألا أرى محمدًا يُسَبّ بك، والله لا تُدْعَى محمدًا مادمتُ حيًّا. فسمّاه عبد الرحمن. قال ثمّ أرسل إلى بنى طلحة وهم يومئذٍ سبعة وأكبرهم وسيّدهم محمد بن طلحة فأراد أن يغيّر اسمه فقال محمد بن طلحة: يا أمير المؤمنين أنشدك الله فوالله إن سمّانى محمدًا لمحمد، فقال عمر: قوموا فلا سبيل إلى شيء سمّاه محمد (١)، - صلى الله عليه وسلم -.

أخبرنا مطرّف بن عبد الله اليسارى قال: حدثنا محمد بن عثمان العُمَرى عن أبيه قال: قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، ما ضرّ أحدكم لو كان في بيته محمد ومحمدان وثلاثة.

قال محمد بن عمر: كان محمد بن طلحة يسمّى السَّجَّاد لعبادته وفضله في نفسه، وقد سمع من عمر بن الخطّاب وأمره عمر أن ينزل في قبر خالته زينب بنت جَحْش زوج رسول الله، وشهد مع أبيه الجَمَل فقُتل يومئذٍ، وكان ثقةً قليل الحديث. ولما قدموا البصرة فأخذوا بيت المال ختماه جميعًا، طلحة والزبير، وحضرت الصلاة فتدافع طلحة والزبير حتى كادت الصلاة تفوت، ثمّ اصطلحا على أن يصلّى عبد الله بن الزبير صلاة ومحمد بن طلحة صلاة، فذهب ابن الزبير يتقدّم فأخّره محمد بن طلحة، وذهب محمد بن طلحة يتقدّم فأخره عبد الله بن الزبير عن أوّل صلاة، فاقترعا فقرعه محمد بن طلحة فتقدّم فقرأ: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} [سورة المعارج: ١].

قالوا وقاتل محمد بن طلحة يوم الجمل قتالًا شديدًا فلمّا لحم الأمر وعُقِر الجَمل وقُتل كلّ من أخَذَ بخطامه فتقدّم محمد بن طلحة فأخذ بخطام الجمل وعائشة عليه فقال لها: ما تَرين يا أُمّهْ؟ قالت: أرى أن تكون خير بنى آدم. فلم يزل كافًّا، فأقبل عبد الله بن مُكَعْبِر، رجل من بنى عبد الله بن غَطَفَان حليف لبنى أسَد، فحمل عليه بالرمح فقال له محمد: أذكّرك حَم، فطعنه فقتله، ويقال الذى قتله ابن مكيس الأزدى، وقال بعضهم: معاوية بن شدّاد العَبْسى، وقال بعضهم: عصام بن المُقْشَعِرّ النّصْرِى. وكان محمد، رحمه الله، يقال له السجّاد، وكان من أطول النّاس صلاة، وقال الذى قتله (٢):


(١) أسد الغابة ج ٥ ص ٩٩.
(٢) العقد الثمين ج ٢ ص ٣٨.