للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن ابن حَرْمَلة عن سعيد بن المسيّب أنّه اشتكى عينه فقالوا له: لو خرجتَ يا أبا محمّد إلى العقيق فنظرتَ إلى الخضرة، لوجدت لذلك خِفَّة. قال: فكيف أصنع بشهود العَتمة والصبح (١)؟

قال: أخبرنا الوليد بن عطاء بن الأغرّ المكّى قال: أخبرنا عبد الحميد بن سليمان، عن أبي حازم قال: سمعتُ سعيد بن المُسَيَّب يقول: لقد رأيتُنى ليالى الحَرّة وما في المسجد أحد من خلق الله غيرى، وإنّ أهل الشأم ليدخلون زُمَرًا زُمَرًا يقولون: انْظروا إلى هذا الشيخ المجنون، وما يأتى وقت صلاة إِلَّا سمعتُ أذانًا في القبر ثمّ تقدّمتُ فأقمتُ فصلّيتُ وما في المسجد أحد غيرى (٢).

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنى طلحة بن محمّد بن سعيد، عن أبيه قال: كان سعيد بن المسيّب أيّام الحَرّة في المسجد لم يبايع ولم يبرح، وكان يصلّى معهم الجمعة ويخرج إلى العيد، وكان النَّاس يقتتلون وينتهبون وهو في المسجد لا يبرح إِلَّا ليلًا إلى الليل. قال فكنتُ إذا حانت الصلاة أسمع أذانًا يخرج من قِبَل القبر حتّى أمن النَّاس وما رأيتُ خبرًا من الجماعة (٣).

قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقى قال: أخبرنا عطّاف بن خالد، عن ابن حَرْمَلة قال: قلتُ لبُرْد مولى ابن المسيّب: ما صلاة ابن المسيّب في بيته؟ فأمّا صلاته في المسجد فقد عرفناها، فقال: والله ما أدرى، إنّه ليصلّى صلاة كثيرة إِلَّا أنّه يقرأ بـ {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [سورة ص: ١].

قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: أخبرنا سهل بن حُصين قال: أخبرنا حاتم بن أبي صَغيرة عن عطاء أنّ سعيد بن المسيّب كان إذا دخل المسجد يوم الجمعة لم يتكلّم كلامًا حتّى يفرغ من صلاته وينصرف الإمام ثمّ يصلّى ركعات، ثمّ يقبل على جلسائه ويُسْأل.

قال: أخبرنا موسى بن حرب قال: أخبرنا حمّاد بن زيد عن يزيد بن حازم قال: كان سعيد بن المُسَيَّب يسرد الصوم فكان إذا غابت الشمس أُتى بشراب له من منزله إلى المسجد فشربه.


(١) سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٤٠.
(٢) سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٢٨ نقلًا عن ابن سعد.
(٣) سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٢٨.