للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الموالى. ففزعوا إلى إبراهيم بن محمد بن طلحة، وهو عَريف بتى تَيْم ورأسها، فقال: سأجهد في ذلك ولا أترك. فتشكَّروا له، وجزوه خيرًا (١).

قال: وكان إبراهيم بن هشام يركب كل سبت إلى قُباء. قال: فجلس إبراهيم بن محمد بن طلحة على باب دار طلحة بن عبد الله بن عوف بالبَلاط، وأقبل إبراهيم بن هشام، فنهض إليه إبراهيم بن محمد، فأخذ بمعرفة دابته، فقال: أصلح الله الأمير، حلفاء ولد صُهَيْب وصهيب من الإسلام بالمكان الذي هو به. قال: فما أصنع جاء كتاب أمير المؤمنين فيهم، والله لو جاءك لم تجد بدًّا من إنفاذه. قال: والله إن أردت أن تحسن فعلت وما يرد أمير المؤمنين قولك، وإِنك لوالد فافعل في ذلك ما يعرف. فقال: ما لك عندى إلَّا ما قلت لك. فقال إبراهيم بن محمد: واحدة أقولها لك، والله لا يأخذ رجل من بنى تَيْم درهمًا حتى يأخذ آل صهيب. قال: فأجابه والله إبراهيم بن هشام إلى ما أراد، وانصرف إبراهيم بن محمد. فأقبل إبراهيم بن هشام على أبى عُبيدة بن محمد بن عمَّار وهو معه، فقال: لا يزال في قريش عِزّ ما بقى هذا، فإذا مات هذا ذَلَّت قريش (٢).

قال: وأخبرنا محمد بن عمر، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال: أُمر لأهل المدينة بالعطاء في خلافة هشام بن عبد الملك، فلم يَتِمّ من الفئ. فأمر هشام أن يتم من صدقات اليمامة، فحُمل إليهم. وبلغ ذلك إبراهيم بن محمد بن طلحة، فقال: والله لا نأخذ عطاءنا من صدقات الناس وأوساخهم حتى نأخذه من الفئ. وَقَدِمَت الإبلُ تحمل ذلك المال، فخرج إبراهيم وأهل المدينة، فجعلوا يَرُدُّون الإبل، ويضربون وجوهها بأكِمَّتهم، والله لَا يَدْخلها وفيها درهم من الصدقة، فرُدت الإبل.

وبلغ هشام بن عبد الملك، فأمر أن تُصرف عنهم الصدقة، وأن يُحمل إليهم تمام عطائهم من الفئ (٣).


(١) ابن عساكر في تاريخه كما في مختصر ابن منظور ج ٤ ص ١٢٤.
(٢) المصدر السابق.
(٣) المصدر السابق.