للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن محمد بن إسحاق قال: حدّثني يحيَى بن عبّاد بن عبد الله بن الزّبير، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لما دخل رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، مكّة واطمأنّ وجلس في المسجد أتاه أبو بكر بأبي قُحافة، فلمّا رآه رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، قال: يا أبا بكر ألّا تركتَ الشيخ حتى أكون أنا الذي أمشي إليه؟ قال: يا رسول الله هو أحقّ أن يمشي إليك من أن تمشي إليه. فأجلسه رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، بين يديه ووضع يده على قلبه ثمّ قال: يا أبا قُحافة أسْلِمْ تَسْلَمْ. قال: فأسلم وشهد شهادة الحقّ، قال: وأُدخل عليه ورأسه ولحيته كأنَّهما ثَغَامَةٌ (١)، فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: غَيّروا هذا الشيب وجنّبوه السواد.

قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن عُليّة، عن ليث، عن أبي الزّبير، عن جابر قال: جيء بأبي قحافة يوم الفتح وكأنّ رأسه ثَغَامَة فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: اذْهبوا به إلى بعض نسائه فليغيّرنه، وجنّبوه السواد.

قال: أخبرنا مَعْن بن عيسى قال: حدّثني عبد الله بن المؤمَّل، عن عِكْرِمة بن خالد قال: أُتي بأبي قحافة إلى النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، وكأنّ رأسه ثغامة فبايعه رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، ثمّ قال: غيّروا رأس الشيخ بحنّاء.

قال: أخبرنا عمرو بن الهَيْثَم أبو قَطَن قال: حدّثني أبو حنيفة، عن يزيد بن عبد الرحمن، عن أَنَس بن مالك قال: كأنّما أنظر إلى لحية أبي قحافة كأنَّها ضِرَامُ عَرْفَجٍ (٢).

قال محمد بن عمر: ولم يزل أبو قحافة بمكّة لم يهاجر، وتوفّى أبو بكر الصدّيق فورثه أبو قحافة السدس فردّ ذلك على ولد أبي بكر، - رضي الله عنه -، ثمّ توفّى أبو قحافة بمكّة في المحرّم سنة أربع عشرة وهو ابن سبع وتسعين سنة.

* * *


(١) لدى ابن الأثير في النهاية (ثغم) فيه أُتِي بأبي قحافة يوم الفتح وكأن رأسه ثغامة" هو نبت أبيض الزهر والثمر يشبَّه به الشيب.
(٢) لدى ابن الأثير في النهاية (عرفج) وفي حديث أبي بكر "خرج كأن لحيته ضِرَامُ عَرْفَجٍ" العرفج: شجر معروف صغير سريع الاشتعال بالنار، وهو من نبات الصيف.