للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مُعاذ بن سعيد الأعور قال: كنّا عند عطاء فحدّث رجل بحديث فاعترضه رجل فغضب عطاء فقال: ما هذه الأخْلاق، ما هذه الطباع؟ والله إنّ الرجل ليحدّث بالحديث لأنا أعلم به منه، ولعسى أن يكون سمعه مني فأنْصِتُ إليه وأريه كأنّي لم أسمعه قبل ذلك.

قال عمرو بن عاصم: فحدّثتُ بهذا الحديث عبد الله بن المبارك فقال: لا أنزع نعلي حتى أذهب إلى مهديّ فأسمعه منه.

أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدّثنا أبو المَلِيح قال: حججتُ أنا ورجل فأتيتُ عطاءَ بن أبي رباح لأسأله عن مسألة فقعدتُ إليه فإذا أسود يخضب بالحنّاء (١)، فجاءه رسول صاحب مكّة فأقامه، فلم أعُدْ إليه.

أخبرنا قَبيصة بن عُقبة قال: حدّثنا سفيان، عن ابن جُرَيْج قال: كان عطاء إذا حدّث بشيء قلت: علمٌ أو رأيٌ؟ فإن كان أثرًا قال علم وإن كان رأيًا قال رأيٌ.

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: أخبرنا أبو شهاب، عن ليث، عن عبد الرحمن قال: والله ما أُرى إيمان أهل الأرض يعدل إيمان أبي بكر وما أُرى إيمان أهل مكّة يعدل إيمان عطاء.

أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا سفيان، عن ابن جُريج، عن عطاء أنّه كان يُطْعِم عن أبويه وهما ميّتان، وكان يفعله حتى مات.

قال أبو نُعيم: يعني صدقة الفطر.

قال: أخبرنا مَعْن بن عيسى قال: حدّثنا أبو معاوية المغربي قال: رأيتُ عطاء بن أبي رباح بين عينيه أثر السجود.

قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا فِطْر قال: رأيتُ عطاء يصفّر لحيته.

قال محمد بن سعد: وسمعتُ بعض أهل العلم يقول: كان عطاء أسود أعور أفطس أشلّ أعرج ثمّ عمى بعد ذلك، فانتهتْ فتوى أهل مكّة إليه وإلى مجاهد في زمانهما، وأكثر ذلك إلى عطاء.


(١) المزي ج ٢٠ ص ٧٦.