للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ابن سعد بن مالك بن النَّخَع من مَذْحِج. وكان في وفد النّخَع الذين قدموا على رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، للنصف من المحرّم سنة إحدى عشرة من الهجرة، وهم مائتا رجل، فنزلوا في دار رَمْلة بنت الحَدَث، ثمّ جاءوا رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، مُقِرّين بالإسلام قد بايعوا مُعاذ بن جَبَل باليمن، فقال له زُرارة: يا رسول الله إني رأيتُ في سَفَري هذا عجبًا. فقال: وما رأيتَ؟ قال: رأيتُ أتانًا تركتُها في الحيّ كأنّها وَلَدت جَدْيًا أسْفع أحْوى. فقال له رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: هل تركتَ أمَةً لك مُصِرّة على حَملٍ؟ قال: نَعم يا رسول الله تركتُ أمةً لي قد حَمَلت. قال: فإنّها قد وَلَدت غلامًا وهو ابنك. قال: فما باله أسْفع أحْوَى؟ فقال: ادْنُ مني. فدنا منه، قال: هل بك من بَرَص تكتمه؟ قال: نعم والذي بعثك بالحقّ ما علم به أحد ولا اطّلع عليه غيرك. قال: فهو ذاك؟

قال: يا رسول الله ورأيتُ النعمان بن المُنذر عليه قُرْطان ودُمْلَجان ومَسَكتان (١). قال: ذاك ملك العرب رجع إلى أحسن زيّه وبهجته.

قال: ورأيتُ عجوزًا شَمْطَاء خرجَت من الأرض. قال: تلك بقيّة الدنيا.

قال: ورأيتُ نارًا خرجت من الأرض فحالت بيني وبين ابن لي يقال له عمرو وهي تقول: لظى لظى بصير وأعمى أطْعِموني آكلكم أهلَكم ومالكم. قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: تلك فتنة تكون في آخر الزمان. قال: يا رسول الله وما الفتنة؟ قال: يقتل الناس إمامهم ويشتجرون (٢) اشتجار أطباق الرأس، وخالف رسول الله،


= ج ٦ ص ١٥٦ ولديه "وأما عِدْي - على وزن قِرْد - فهو زرارة بن قيس بن الحارث بن عِدْي بن عوف. . .".
وكذلك ما ورد لدى ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ج ٦ ص ٢٠٢ ولديه "وعِدْي - بكسر أوله وسكون الدال وتخفيف آخره: عِدْيُ بن الحارث بن عوف من بني النخع، من ولده زرارة بن قيس بن الحارث بن عِدْي النخعي".
(١) لدى ابن الأثير (مسك) "أنه رأى على عائشة مَسَكَتين من فضة المَسَكة: السوار من الذَّبْل، وهي قرون الأوعال.
(٢) لدى ابن الأثير في النهاية (شجر) وفيه حديث أبي عمرو النخعي "يشتجرون اشتجار أطباق الرأس" أراد أنهم يشتبكون في الفتنة والحرب اشتباك أطباق الرأس، وهي عظامه التي يدخل بعضها في بعض. وقيل أراد يختلفون.