للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدّثنا حمّاد بن زيد، عن عاصم قال: ذُكر أنّ مسروق بن الأجدع أتى صفّين فوقف بين الصّفّين ثمّ قال: يا أيّها النّاس أنْصِتُوا. ثمّ قال: أرأيتم لو أنّ مناديًا ناداكم من السماء فسمعتم كلامه ورأيتموه فقال: إنّ الله ينهاكم عَمّا أنتم فيه، أكنتم مُطيعيه؟ قالوا: نعم. قال: فوالله لقد نزل بذلك جبرائيل على محمّد، - صلى الله عليه وسلم -، فما زال يأتي من هذا. ثمّ تلا: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [سورة النساء: ٢٩] ثمّ انسابَ في النّاس فذهب.

قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا مالك بن مِغْوَل، عن أبي السّفَر، عن مُرّة قال: ما ولدت همدانيّة مثل مسروق.

قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسيّ وعفّان بن مسلم. عن شُعْبة، عن أبي إسحاق قال: حجّ مسروق فما نام إلّا ساجدًا على وجهه.

قال: أخبرنا عَبيدة بن حُميد، عن أبي الحارث يحيَى بن عبد الله الجابر، عن حِبال بن رُفَيْدَة، عن مسروق بن الأجدع قال: أتينا أمّ المؤمنين عائشة فقالت: خوضوا لا بِنيّ (١) عسلًا. ثمّ قالت: ذوقوه فإنْ رابكم منه شيء فزيدوا فيه عسلًا فإنّي لو كنتُ مُفطرة لذُقته. قال: قلنا: يا أمّ المؤمنين نحن صيام. قالت: وما صومكم هذا؟ قالوا: صمنا هذا اليوم فإن كان من رمضان أدركناه وإن لم يكن منه كان تطوّعًا. قال: فقالت: إنّما الصوم صوم الناس والفطر فطر الناس والذبْح ذبْح الناس، ولكني صمت هذا الشهر فوافق رمضانَ.

قال: أخبرنا الحجّاج بن محمّد قال: حدّثني يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه قال: أصبح مسروق يومًا وليس لعياله رزق فجاءته امرأته قَمِير (٢) فقالت له: يا أبا عائشة إنّه ما أصبح لعيالك اليوم رزق. قال فتبسّم وقال: والله ليأتينّهم الله برزق (٣).


(١) لا بِنيّ: أي من يعطيني اللبن لأشرب.
(٢) كذا في ل. وفي مختصر ابن منظور "قُمَيْر" ولدى صاحب القاموس: قمير. كأمير وأضاف "قميرة بنت عَمرو، امرأة مسروق بن الأجدع".
(٣) مختصر ابن منظور ج ٢٤ ص ٢٤٧.